جائحة كورونا تغرق الروس في الفقر

تضررت روسيا بشكل خاص من الضربات المزدوجة لفيروس كورونا، وانهيار أسعار النفط، ما أدى إلى انهيار الاقتصاد وإغراق العائلات في أزمة، وفق ما ينقل تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وأشار التقرير إلى أنه منذ مارس، تشهد الجمعيات الخيرية الروسية والمنظمات غير الربحية قدوم الأسر التي لم يسبق لها أن طلبت المساعدة من قبل، ولم تكن يوما أبدا في أزمة مالية، ولكنها الآن يائسة. ولم يتمكن بعضها من شراء حتى الطعام. وقد تُرك بعضها بلا مأوى.
وذكرت وكالة الإحصاءات الفيدرالية الروسية أن ما يقدر بـ 4.5 مليون شخص كانوا بلا عمل نهاية مايو. ومن المتوقع أن يتقلص اقتصاد البلاد بنسبة 5.5 في المئة هذا العام، وأفلست الآلاف من الشركات الصغيرة جراء الأزمة.
وقال ديمتري أليشكوفسكي، مؤسس مؤسسة “نزنا بوموش”، وهي مؤسسة تجمع الأموال وتدعم الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء روسيا، “تضاعف عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة، تضاعف ثلاث مرات بين عشية وضحاها، الملايين من الناس فقدوا وظائفهم في لمح البصر”.
وينقل التقرير عن لانا تشوركينا، مؤسسة جمعية دوم درزي (وتعني بيت الأصدقاء)، حالة خبيرة تجميل، أم لطفل صغير يبلغ من العمر 18 شهراً، وكان راتبها “أعلى من المتوسط”. وتسبب الوباء في إغلاق صالونها.
وأضافت تشوركينا “جاءت إلينا وطلبت المساعدة لأنه لم يكن لديها طعام في المنزل”. وأضافت أنه عندما قدمت لها المساعدة انفجرت باكية لأنها لم تستطع أن تفهم كيف يمكن أن تجد نفسها في هذا الوضع.
ومع تخفيف روسيا للإغلاق، عاد بعض الناس إلى العمل، ولكن العديد من الشركات الصغيرة أغلقت أبوابها وفقدت العديد من الوظائف.
وأشار التقرير إلى أن عدد الروس الذين تقدموا بطلبات للحماية من الإفلاس ارتفع في الربع الأول بنسبة 68 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث من المتوقع أن يعلن ما لا يقل عن مليون روسي إفلاسهم في الشهور القادمة.
وخلص التقرير إلى أنه في الوقت الذي قد تكافح العديد من أسر الطبقة المتوسطة والشركات الصغيرة، فإن الأسر الضعيفة والمشردين وذوي الدخل المنخفض يجدون أنفسهم في وضع أسوأ.