قلم الإرادة

خطر الكتابة

متى ما احترق الكاتب من أجل الكلمة إضاءة حياته
رسالة الكاتب هي عبارة عن أمانة متعلقة في مبادئه. المبادئ المثالية هي التي تحمي الكاتب من أي استعمار خارجي له فيطرى على (رحيقة الكتابي) إن صح التعبير.

فمتى ما استعمر الكاتب أصبح أداة في يد غيره. والقراءة هي التي تغذي مبادئ الإبداع لديه وتجعل منه نور يستضيء به الآخرون. هناك مرحلة ما للكاتب اعتبرها مرحله ملكية وقليل من الكتّاب يصلون لهذه المرحلة وهي حينما يرى أن حروفه لا ترضى بأن تكون أسيرة الورق بل تتغلغل في عقول وقلوب الآخرين من هنا يكون الكاتب استطاع السيطرة على ذائقة القراء وأصبح يستطيع الولوج في أعماق القراء من خلال كلماته التي كتبها على ورق وأحترق من أجلها.

العجيب أنه في القرن الرابع قبل الميلاد كانت الكتابة محرمة وأصبح القانون في ذلك الزمن يحرمها بعد إقناع بعض علماء ذلك الزمان الحاكم أن الكتابة خطرة جداً وتتسبب في انتشار الأفكار من مكان إلى مكان آخر
ومن عقل إلى عقول كثيرة، تخيل معي نظره العلماء في ذلك الزمن إلى الكتابة.

استمر ذلك حتى انهدم هذا الاعتقاد بعد معركة دارت بين عقول الفلاسفة والعلماء الساذجين. الكاتب يضل بين قوتين يأخذ من قوة ويعطي بالقوة الأخرى والقوة الأولى هي القراءة وقوته التي يعطي بها هي الكتابة وإبداعه هو ما يصنع الفارق.

لكل كاتب رسالة يحاول توصيلها من خلال إبداعه
وعلى سبيل المثال الأفلام والسينما فهي تؤدي رسالة مع السعي وراء الهدف المادي، فجميع الأفلام العالمية نابعة من فكرة كاتب، وتكمن رسالة الكاتب من خلال هذا الفيلم
ولربما تسلط الأضواء على بطل هذا الفيلم، ولكن الحقيقة أن الذي فاز بتوصيل رسالته هو الكاتب وأصبح بطل الفيلم مجرد وسيلة لطرح الفكرة.

أعتقد أن بعض الكتاب أصبح الإعلام هو المسيطر عليهم فكان الكاتب تابع لمن يملي عليه من خلال هذه المنافذ الإعلامية.

أحترم كل كاتب يكتب من صميم قناعاته بعيد عن أي إملاء مباشر أو غير مباشر لأنه يكتب بحرية ذاتية غير متملقة لأحد.

الكلمة رسالة، دمتم بود.

••

فريح محمد الرويلي – كاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @foraihalrowaily

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى