إلى عبيد التقديس بلا تحية ..!
كل عام وأنتم بخير جميعاً إلا هم فهم لا يستحقون المعايدة حتى؛ لأننا حينما نعايد نعايد على العقول الواعية وهم عقولهم مسلوبة وذاكرتهم “مشطوبة” ولا يجيدون سوى تلك الكلمات “يعيش .. يحيا .. حاضر” ولو كان زعيمهم سفيه قومه، العجيب ليس ذلك فحسب بل ما تراه من عبادة تصل إلى منعك من الانتقاد، ففي إحدى المرات انتقدت إحدى الشخصيات العامة أمام جمهوره فقفز لي أحد “المسودنيين” وقال: “إلا فلان يا مرتشي” وكأن كل معارضي فلان مرتشين “ويحبون المال حباً جماً” .. اكتفيت بالصمت لأنه الأبلغ في مثل تلك المواقف، أنا لا ألومه لأنه بلا عقل أصلاً ولهذا لم أجادله احتراماً للعقل والوقت !
حينما يخاطبكم السفيه ترجلوا بالامتناع والابتسامة ولو تظاهرتم بالخسارة أمامه فهو لا يعرف في الجدال سوى “فزت وخسرت .. هزأته وهزأني .. عضلة لساني أقوى من عضلة لسانه” ولا يعلم بأن المناقشة تقوم على إيصال الأفكار والتوصل بقدر الإمكان لنقاط الالتقاء أو الخروج إن طال الأمر بجملة “تشرفنا بالحديث معك وسامحنا علي أي سوء فهم غير مقصود” ..!
لقد اكتشفت في الآونة الأخيرة أن المجتمع العربي يعشق الاستبداد كـ “الشيبان” ويعشق الحرية كـ “الشباب” ولذلك أتت الثورات وسقطت بها كل الأعمار الهالكة التي تدعو للتمسك حفاظاً على الهوية ولا يعلم أصحاب تلك الأعمار الهالكة بأن تمسكهم أضاع الهوية الحقيقية للأمة ولا يسعني هنا إلا أن أذكر بأن التاريخ سيلعنهم وأذكر الشباب بأن التاريخ ينتظر صنع أيديكم فاختاروا إما اللعنة أو حسن الذكر ولا تكونوا كمن سبقكم في أمتكم فلو كانوا هم أصحاب الريادة لما كنا في هذا الحال، وإياي وإياكم ورث نظرية “التقديس”… فلا تقديس إلا للخالق وما دون ذلك مثله مثلنا يؤخذ كلامه ويرد ولو كان ثوبه “مقصمل” أو خواتمه كخواتم “علاء الدين” .. ناقشوا العقول ولا تناقشوا الأبدان فلغة الأبدان “جنسية” ولغة العقول “فكرية” وأحد أسباب تراجع أمتنا هو تقديس تلك الأبدان الزائلة ولهذا ضعنا لأنهم أضاعونا فلنعود للطريق الصحيح ولننهي كل تلك الأصنام التي ملأت كروشها بـ “الأموال” وكست أجسادها بـ “البشوت” التي لا أحترم من يرتديها لأني أرى بها الكبر وهذا ليس من الإسلام العظيم إن كانوا يعظمونه أصلاً ..!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah