إقليمي وعالمي

السودان: لماذا تفجرت أزمتا الوقود والخبز بشكل مفاجئ؟

بدا لافتا ومثيرا للتساؤل، عودة أزمة الوقود والخبز للسودان، خلال الأيام الأخيرة، في إعادة لمشاهد، ارتبطت بالمرحلة الأخيرة، من حكم الرئيس السوداني المخلوع عمر حسن البشير، والتي شكلت إرهاصات الثورة السودانية الأخيرة.

وعادت تظاهرات السودانيين، إلى شوارع العديد من المدن السودانية، على مدى الأسبوع الماضي، لتمتد إلى العاصمة الخرطوم، احتجاجا على نقص الخبز والوقود، وغلاء بعض من السلع الأساسية.

وفي الخرطوم قام المتظاهرون، بقطع عدد من الشوارع الرئيسية، وأحرقوا إطارات السيارات، مما دفع بقوات قوات الأمن لإطلاق القنابل المسيلة للدموع بهدف تفريقهم ، وجاءت احتجاجات الخرطوم، بعد احتجاجات مماثلة، شهدتها كل من مدينة (الدمازين) جنوب شرقي البلاد، و(عطبرة) شمالي البلاد.

وفي الوقت الذي أفادت فيه عدة وسائل إعلام سودانية، بأن هناك أزمة نقص حادة، في الخبز والوقود، في أكثر من 18 ولاية سودانية، وتحدثت عن طوابير طويلة، أمام المخابز ومحطات الوقود، عقد مجلس الوزراء السوداني، اجتماعا طارئا السبت الماضي، قرر فيه إجراء تحقيق فوري في مسببات العطل الجزئي في خط الأنابيب، الذي أدى إلى توقف ثلثي طاقة مصفاة (قري) للبترول، إلي جانب تأخر وارد المواد البترولية، وفقا لوكالة السودان للأنباء.

غير أن الملفت في تفجر أزمتي الخبز والوقود، في السودان، هو تلك السرعة التي طفت بها على السطح، وما إذا كان لتوقيتها أي دلائل سياسية، في ظل التجاذبات التي يعيشها السودان حاليا.

وكان ائتلاف قوى الحرية والتغيير في السودان، الذي قاد الثورة الأخيرة، والعديد من نشطاء التواصل الاجتماعي، قد وصفوا تفجر أزمتي الخبز والوقود، بأنه محاولة، من محاولات الثورة المضادة في السودان، بهدف خلق حالة من الإرباك في الشارع السوداني.

ويحمل بعض النشطاء جماعة الإخوان المسلمين، في السودان والمعروفة بـ “الكيزان”، مسؤولية قيادة هذه الثورة المضادة، بدعم من دولة إقليمية، بعد نجاح الثورة السودانية، في الإطاحة بنظام المؤتمر الوطني بقيادة الرئيس السابق عمر البشير.

ويشير هؤلاء النشطاء، إلى أن اتحاد المخابز في السودان، الذي “تسيطر عليه عناصر من الإخوان”، وحلفاء النظام السابق، هو الضالع الأكبر في أزمة الخبز الحالية، خاصة بعد إقدامه مؤخرا على رفع سعر رغيف الخبز، بنسبة مئة بالمئة، ليصبح جنيهين سودانيين، بدلا من جنيه واحد.

وكان مدني عباس مدني، وزير الصناعة والتجارة السوداني، قد اتهم “أياد خفية”، بالوقوف وراء أزمة الخبز التي تشهدها البلاد، من أجل إفشال الحكومة الانتقالية، مهددا أي مخبز يرفع سعر الخبز بعقوبات قانونية رادعة.

ويستهلك السودان مليوني طن من القمح سنويًا، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو ٢ مليار دولار، ويغطى إنتاج البلاد المحلى من القمح ما بين ١٢ و١٧٪، من إجمالي الكمية، وذلك بحسب إحصاء صادر عن وزارة المالية السودانية في وقت سابق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى