قلم الإرادة

الكويت تستوعب الجميع

   لقد من الله علينا بنعم كثيرة في هذا الوطن الصغير بمساحته الكبير في عطائه والذي يستحق منا شكر الله جل وعلى عليه لحفظه من الزوال.

 

ومن تلك النعم أن من الله علي بالتخرج من جامعة الكويت في الثمانينيات حيث كنا نزامل آنذاك كل فئات المجتمع الكويتي وأطيافه دون البحث في خلفياتهم الدينية أو أصولهم أو أعراقهم، فكنا نصلي ونأكل ونتنزه ونستذكر محاضراتنا مع بعض وبقلوب مجتمعة على حب الله ثم الكويت.

 

ومع الأسف انقلبت الأحوال وأضحت الطائفية والفئوية هي السائدة في المجتمع، الأمر الذي انعكس على كل مناحي الحياة في البلاد سواء في التعيينات في المناصب القيادية وما دونها وفي المرافق الحساسة في الدولة وحتى في التعليم الذي يجب أن يكون محصناً من مثل هذه السلبية القاصمة للظهر، لنشهد تدخل أعضاء مجلس الأمة في توزيع المناصب، وسيطرة هذا النفس على اسلوب العمل حتى أضحت بعض الكليات منسوبة لفئة أو طائفة أو قبيلة، والأكثر حزناً أن بعض الحركات والقوائم الطلابية صارت تتسمى بأسماء قبائل أو تيارات مما زاد في تأصيل الانشقاق في المجتمع الكويتي.

وصل الأمر أن الأعمال الخيرية من مبرات أو جمعيات عمل خيري أخذت تستنشق
هذا النفس المقيت وبدأت تنتسب لأسماء قبائل وعوائل. كل ذلك والحكومة تقف موقف المتفرج ولا أستغرب منها ذلك لأنها شريك أساسي في دق إسفين الفرقة بين أبناء المجتمع الكويتي. لذا فرجاؤنا لن يتجه للحكومة وإنما بعد الله يتجه لولي أمر هذه الحكومة وولي أمرنا صاحب السمو والد الجميع بإعطاء تعليماته لمحاربة هذه المحاولات البغيضة لشق الصف بين أبناء الشعب الكويتي.

 

والتاريخ يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن انقسام الدول إنما يبدأ بتمزيق نسيج المجتمع وبث الفرقة بين أفراده وما يوغسلافيا السابقة ولا إقليم كردستان أو الصحراء الغربية عنا ببعيد.

 

ومن هذا المنطلق وحباً بهذا الدين وهذه الأرض فأنا أعلن أنني مسلم أحب المسيح وسني أحب الشيعة وكويتي أحب الوافدين وعديمي الجنسية فالكويت تستوعب الجميع.

 

د. عيسى حميد العنزي ـ رئيس قسم القانون الدولي في جامعة الكويت ومحامي أمام محاكم التمييز والدستورية

 

Twitter: @DrEisaAlEnezy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى