قلم الإرادة

آفة الأوطان!

الأوطان تبنى بسواعد أبنائها وعلى أكتاف المخلصين المحبين المضحين من أجل رفعة راية البلد وجعلها في تقدم وازدهار ورفعة، الوطن لايحتاج فقط إلى شعارات رنانة لبنائه يحتاج إلى عمل وجهد وعرق، عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب تدهور للأوطان، فكم من دول تخلفت وتراجعت وسقطت بسبب عدم وضع الأشخاص المناسبين في أماكنهم وتم وضعهم على رأس الهرم والعمل بسبب جينات وراثية أو مصالح شخصية، فالدول لا تحتاج أحياناً إلى حرب وقنابل وصواريخ لتدميرها فقط تضع الأشخاص في غير أماكنهم المناسبة.

وتقول الحكاية أن الولايات المتحدة الأميركية بعد منتصف الثمانينات من القرن الماضي صنعت جاسوس لم يكون تقليدياً بزرع الخلايا النائمة أو إثارة الفتنة وتعهدت له إنه سيبقى في أمان وسيصعد ويترقى داخل الإمبراطورية السوفيتية، ومع مرور الوقت ترأس هذا الجاسوس جهازضخم من أهم مسؤولياته اختيار القيادات الإدارية العليا في مؤسسات الدولة السوفيتية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعيةوالعلمية والإدارية ليضع الشخص المناسب في المكان غير المناسب، وعند اكتشاف أمره ارتاب الاتحاد السوفيتي الخوف من نقل المعلومات إلى الطرف الآخر وهي المخابرات الأميركية، وبعد التحقيق فوجئوا أن المخابرات الأمريكية لم تطلب منه أي معلومة من أي نوع ولم ينقلللأميركان أي معلومة من أي نوع أو أي أسرار فقط طلبوا منه أن يكون متأكد أن الشخص المناسب ليس في المكان المناسب.

يضع الجاهل على العالم، ويضع صاحب الجينات لتبوء مقعد أكبر منه على شخص ذو كفاءة، ووضع الرخيص والسارق مكان الأمين، وعندما يكون المنصب أكبر من المسؤول تشاهده يتعامل بغرور وعنجهية وبفوقية ولا يحسن التصرف مع الآخرين.

الدين الإسلامي الحنيف يقدم لنا منهاج حياة، فعن أبي ذر الغفاريرضي الله عنهقال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ [أي توليني عملاً عاماً]. قال: فضرب على منكبي ثم قالصلى الله عليه وسلم: “يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا مَن أخذها بحقها وأدّى الذي عليه فيها“. وعنه أيضاً أن الرسولصلى الله عليه وسلم قال: “إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة. قيل: يا رسول الله، وما إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة“.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أيها الناس إنما  أهلك الذين قبلكم أأنهم كانوا إذا سرق ففيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهمالضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»، لنتأمل الحديث الشريف لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، لم يتم النظر إلى الحسب والنسب القانون على الجميع يطبق، ديننا الإسلامي يقدم لنا الحلول للقضاء على آفة الأوطان ودروس الحياة تعلم، لعلنا نتعلم ونستفيد ونطبق.

••

عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى