فلسفة الزنا والزواج!

الزنا والزواج كلاهما واحد في حال إبعاد البعدين الديني والقانوني، ولكن ما يميز الزواج عن الزنا أن الزواج حلال والزنا حرام، والزواج قانوني والزنا مخالف للقانون، إضافة للأبعاد السايكلوجية لهذين المسارين، حيث دائماً ما أفكر بالأسباب التي تؤدي للزنا، والأسباب التي تؤدي للزنا بعد الزواج كذلك، وما هو الاكتفاء قبل الزواج والعصمة حتى الوصول للزواج والاكتفاء به بكل يقين، بلا تلاعب في الوجوه والتي أعتبرها ويعتبرها علم النفس اضطرابات نفسية.
أولاً: سأخوض بتفاصيل معينة أيقن بها لأني أؤمن بقول الله تعالى حيث قال: “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” وما هي الفاحشة؟ هي الذنب العظيم، أي أن الله منع عباده من هذا الذنب العظيم والذي به انتهاك لحرمات وأعراض الناس بالإضافة لجلب الهموم النفسية، كما أنه مسلك للأمراض المنتشرة في عصرنا الحديث، والسؤال كيف يمنع الإنسان نفسه من الزنا؟ لقد أوصى نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم – شبابنا بالصيام، ولكن إضافة لذلك اتضحت هناك بعض الأمور التي أقر بها وأنا مسؤول عنها، لقد أيقنت بأن الصلاة أول الموانع عن الزنا؛ لأن الله يقول في كتابه العزيز: “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” والزنا فاحشة – ذنب عظيم – ولذلك فالصلاة رادع أساسي لهذا الذنب، فالصلاة تسير بك إلى طريق الإيمان، ومن ملأ الإيمان قلبه قلت ذنوبه ومعاصيه، والاستنتاج هنا وبنظرة تفكرية اتضح لي التالي: لا تثق بمن ترك صلاته حتى بعد الزواج، سواء زوج أو زوجه، فمن ترك فرض خالقه كيف سيلتزم بفرض المخلوق؟ ومن لم يتمسك بمعتقده المانع عن الذنوب كيف سيتركها، ليس في ديننا الإسلامي فحسب؛ بل بكل الأديان، فالأديان دائماً ما تتمسك بالخلق النبيل، والأخلاق، والنبل، والزنا ليس نبلاً؛ لذلك فمن ضعف إيمانه وترك دينه لا تستغرب منه الاتجاه للطرق غير الشرعية، حتى وإن كان متزوجاً.
ثانياً: عندما أتعمق في ديننا الإسلامي أجد بأنه دين عظيم ليس لأني مسلم يا أخي، تابع معي، عقوبة الزاني غير المحصّن الجلد لأنه غير محصن، وعقوبة الزاني المحصن – أي المتزوج – “الرجم حتى الموت” لأنه خان الله وخان شريكه والله جل جلاله يقول في كتابه العزيز: “إن الله لا يحب الخائنين”، فما أعظم الدين الذي ينصف ويضع الروادع نحو النوازع الشيطانية، فكل إنسان لديه جانب ملائكي وجانب شيطاني، لا بد للجانب الملائكي أن يستمر بتحذير الجانب الشيطاني من ارتكاب المعاصي، وهذه طبيعة الإنسان فهو في صراع ذاتي مستمر من الداخل.
ثالثاً: ما هي أسباب الزنا بعد الزواج والخيانات الزوجية؟ لماذا يتزوج الإنسان إذن؟ أليس لإكمال نصف دينه والسعي لاستقراره النفسي، فالزواج دِين وتمسّك وعصمة عن دروب الحرام، وهكذا يجب أن يكون، ولكن عند بحثي المستمر في هذه المواضيع وفي أروقة مكاتب المحامين وجدت جزء من الأسباب الحقيقية والتي أراها مشكلة وجب حلها، فعلى سبيل المثال واستدلالاً قبل أي حديث، أعرف أحد الأصدقاء أراد الزواج من امرأة “من نفس قبيلته” فذهب لأبيها باغياً خطبتها، فرفض الأب بحجة أنها “محجورة” لابن عمها المباشر والذي بدوره لا يريدها، ولنذهب بشكل مجمل، فنسبة الطلاق بالكويت تجاوزت 60 ٪ بينما في تركيا بلد إسلامي لم تتجاوز 30 ٪!!!
عندما نراجع ذلك نرى بأن أغلب زيجاتنا هنا في دولة الكويت “خذوه فغلوه” أو “زوجوه يمكن يعقل”، أو قريبات العروسة يريدون تصريفها حتى يحين الدور على الذي يليها، أو تجدها أمه تجيد الرقص في أحد الأفراح وتختارها… هذا ليس زواج، هذا لعب، لذلك وجب في ديننا موافقة المرأة، فقط عندما نرجع لديننا الحنيف نجد بأن كل شيء واضح وصريح “ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.
رابعاً: أود التعريج على موضوع الحجاب “نص الكم”، فما زلت أبحث عن سببه وتوصلت إلى أنه “حجاب الفرض” غصباً لا وداً من الأسرة مما يسبب خلل ظاهري للفتاة التي تخرج به، فهي ليست بلا حجاب وليست محجبة، وتتحدث عن نفسها بأنها محجبة، وعندما تسألها تجيبك: “على الأقل أفضل من غير المحجبة” وأيضاً عندما تبحث عن دينها تجد البعض منهن لا يعرفن الصلاة، ويصعب علي حقيقة هنا تفسير هذه الحالة التناقضية، فامرأة غير محجبة مصلية، أفضل من امرأة محجبة “نص كم” ولا تصلي، فالمصلية مسلمة مقصرة، والأخرى تركت ركناً من أركان الإسلام متمسكة بصورة الحجاب!
خارج الأطر وختاماً: يقول لي أحد الأصدقاء: شدتني امرأة بلبسها الفاحش ذات يوم في أحد الأماكن وقلت في قرارة نفسي “استغفر الله” واتجهت لصلاة العشاء فوجدتها تسبقني لمصلى النساء لأداء فريضتها فقلت في قرارة نفسي: لا يقاس الإنسان إلا في القلب وكما قال – صلى الله عليه وسلم: “الإيمان ها هنا” قاصداً القلب، ومن كان مؤمناً لا يزني، ومن لا يؤمن فسيزني وإن كان متزوجاً.
••
محمد العراده – رئيس التحرير
Twitter: @malaradah