قلم الإرادة

لحظات قبل غروب الشمس

   بدأت حياته التي تبدو بأنها ليست سهلة منذ ولادته وفق معاناة ومشاكل جسيمة ومرحلة الطفولة غير عادية وهي ليست فترة معينة نعيش فيها بل مرحلة من الإحساس الجميل الذي يميزه ذلك الاهتمام من الوالدين والبراءة وعدم المسؤولية أنها مرحلة من مراحل الحياة اللذيذة التي تذهب سريعاً ولا نجيد الاستمتاع بها بالشكل المطلوب.

 

كبر هذا الطفل وبدأ يميز الأشياء ووجد من حوله اناس أحبهم وأحبوه وأدخل إلى المدرسة وبدأ في التعليم والتميز والاعتماد على النفس وسط مجتمع مدرسي مختلف كثيراً عن المجتمع الذي كان يعيش فيه وبدأ في النضوج والإدراك وأحس بالمعاناة من الأيام والليالي وعاش مرحلة المراهقة وسط رقابة شديدة خوفاً عليه من الانحراف والانجراف إلى مهالك الشر والضياع وعدت السنين وهو يسير في الطريق السليم وتخرج من الثانوية بنسبة عالية ودخل الجامعة مكملاً لحياته العلمية والأمل الكبير في نيل الدرجات والتفوق لكي يؤسس لحياته العملية ولكن حصل شيء مريب لم يكن أحد يتوقعه فقد تعرض الشاب الخلوق إلى حادث سيارة وهو في طريقه للجامعة مما تسبب في عجزه الكامل وشلل أطرافه بعد أن أنقذته العناية الإلهية من موت محقق وأدخل المستشفى وعجز الأطباء من محاولة إرجاعه يمشي ويتحرك بسبب إصابته الخطرة في العمود الفقري التي تسببت له بالشلل التام.

 

بدأ هذا الشاب العيش بعيداً عن الناس بسبب عجزه عن ممارسة أي نشاط وإحساسه بالفشل في أداء أي عمل وبدأت لديه مشاعر العجز وعدم القدرة على العمل ولكن وسط إصراره الشديد وإيمانه بأن الإعاقة ليست بالبدن إنما الإعاقة بالعقل والتفكير والتصرف فقد أصر على إكمال دراسته والتحصيل العلمي ونجح في ذلك بقوة إرادته وجهده وإيمانه ومدى الطموح الشديد الذي يعيشه هذا المبدع فقد نجح في كل ذلك بسبب إيمانه وقوته.

 

إن الطموح هو النجاح والأمل بالتغيير يبدأ بخطوة جادة في تغيير كل العادات السيئة في الحياة فمن أراد النجاح عليه العمل والإصرار وتحقيق كل أهدافه في لحظات قبل غروب الشمس.

 

دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bnder22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى