رئيس الوزراء: العلاقة بين السلطتين لن تكون على حساب المواطن أو المال العام

أكد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد انه يمد يد التعاون لا التهاون مع الجميع، موضحا انه استفاد من العمل مع الحكومات السابقة ويعرف أهمية الاستقرار الحكومي، وان الطموحات خلال المرحلة المقبلة كبيرة وعالية، لافتا الى ان هناك توجيها واضحا ومباشرا من صاحب السمو بمحاربة الفساد وحماية الأموال العامة.
جاء ذلك خلال لقاء سمو الشيخ صباح الخالد أمس وبحضور وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري ورئيس مجلس الادارة والمدير العام لوكالة الانباء الكويتية «كونا» الشيخ د.إبراهيم الدعيج ورئيس جمعية الصحافيين فاطمة حسين ورؤساء تحرير الصحف المحلية.
وأضاف الخالد: اناشد من لديه أي معلومات عن قضايا أو شبهات فساد التقدم إلى الجهات الرقابية خلال شهر من اليوم، مشددا على أهمية
إعادة هيكلة الحكومة لان «الترهل» اصبح عائقا لأي عمل، مشيرا الى انه ولأول مرة في تاريخ الكويت لدينا اربعة وزراء جدد لـ «الخارجية» و«الداخلية» و«الدفاع» و«المالية»، مؤكدا وجود خلل وبطء في نسب الإنجاز حسب الخطة والموازنة المخصصة يحتاج الى تعديل في طرق التعامل معها.
وقال سمو الشيخ صباح الخالد خلال اللقاء: يسعدني الترحيب بكم ولقاؤنا يأتي تلبية لطلب بعض الاخوة الإعلاميين وهو محل ترحيب وأعدكم بأن لقاءاتنا ستستمر وستؤدي الى نتائج تعود بالنفع على بلدنا، وأقدر عاليا ثقة صاحب السمو الأمير بتعييني رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفي بتشكيل الحكومة وهذه ثقة غالية أسأل الله ان يعينني على تحملها لما فيه خدمة بلدنا وأتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان الى سمو الشيخ جابر المبارك الذي عملت معه عبر حكومات متعددة وشهدت من سموه تفانيه وجهده المخلص في ظروف صعبة ولكن تكليفي بتشكيل الحكومة القادمة سيكون بظروف أصعب، وجميعنا تابعنا قبل يوم من تعييني أن صاحب السمو خاطب المواطنين وأكد ان الكويت دولة مؤسسات ودستور وقانون ولن يفلت احد من العقاب مهما كان منصبه او مكانته متى ما ثبتت ادانته، وفي يوم القسم مباشرة كان هناك توجيه واضح ومباشر من صاحب السمو بمحاربة الفساد وحماية الأموال العامة وأعتقد ان هذا التوجيه سمعه الجميع.
محاربة الفساد
وأضاف سمو الشيخ صباح الخالد: بعد ذلك بيومين جمع صاحب السمو السلطات الثلاث وأكد التمسك بالدستور وتفعيل المادة 50 وكلكم تعرفون فصل السلطات وتعاونها بنفس القدر، ومبدأ التعاون يجب ان يكرس وهذا ما حثنا عليه صاحب السمو، وانطلاقا من مسؤوليتي رئيسا لمجلس الوزراء قمت بتنفيذ هذا التوجيه حيث بدأت بزيارة رئيس السلطة القضائية وتباحثنا في كيفية ترجمة توجيه صاحب السمو واتفقنا على عدة نقاط، كما سعدت بلقاء رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم واستفدت مما استمعت اليه منه، وكجهاز حكومي يقع علينا الجزء الأكبر في مكافحة الفساد ومحاربة المفسدين واعترف انني حينما كنت نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية فإن عملي في وزارة الخارجية طغى على دوري نائبا لرئيس الوزراء في الشأن الداخلي وذلك نظرا لما تمر به المنطقة من تحديات ومخاطر، أعترف بأنني مقصر في الشأن الداخلي بالكويت، والذي يتسق مع تنفيذ سياسة صاحب السمو بان نكون دائما موجودين في كل هذه القضايا، وبدأت في لقاءاتي مع هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» وجهاز متابعة الأداء الحكومي وهيئاتنا التي نعتقد ان عليها دورا كبيرا في تنفيذ هذا التوجيه وأفكر حاليا في مرحلتين، الأولى تفعيل دور الجهات الرقابية وتسريع الإجراءات ومتابعة القضايا والمرحلة الأولية التي افكر فيها بدءا من اليوم 1 ديسمبر حتى بداية العام المقبل، هي الشراكة المجتمعية ودور المواطنين وجمعيات النفع العامة، وأناشد من لديه أي معلومات عن أي قضية فيها شبهة فساد ان يتقدم الى «نزاهة» و«المحاسبة» والجهات الرقابية من يوم 1/12 حتى 1/1 2020 مع توافر كل الضمانات عن المبلّغ، وأعدكم مثلما قال صاحب السمو بأن سموه شخصيا سيتابع هذا الموضوع فأنا اناشد اخواني المواطنين ان نعمل معا كشركاء في تقديم كل البلاغات التي بها اعتداء على المال العام وشبهة فساد، آملا ان يكون هناك تجاوب من المواطنين.
حكومة قصيرة العمر
وتابع: تعلمون ان عمر هذه الحكومة في أحسن الأحوال سنة وفي مثل هذا الوقت من العام المقبل ستكون هناك انتخابات، وسيكلف رئيس جديد لمجلس الوزراء وحكومة جديدة، ولأول مرة في تاريخ الكويت لدينا اربع وزارات مهمة لا يكون معروفا من هم وزراؤها، حيث سيتولاها وزراء جدد وهي الخارجية والداخلية والدفاع والمالية، ونحن مقبلون على تشكيل حكومة جديدة وهناك من المرشحين للحقائب الوزارية من يرى انها فترة صعبة وقصيرة، وهذه آراء احترمها، ولكن في كل الظروف «اذا اقدر اقدم شيء في حكومة عمرها يوم واحد راح اقدمه»، وان شاء الله نتوفق في التشكيل القادم بعناصر ذات كفاءة في إدارة المسؤولية، اما المرحلة الثانية من العمل فتقع على الحكومة وهي إعادة هيكلة الحكومة، فهذا امر ضروري لأن «الترهل» اصبح عائقا لأي عمل، ولابد ان تكون هناك إعادة هيكلة للجهاز الحكومي، ونحن نتكلم عن حوالي 400 ألف موظف بالدولة، كما ان الاعتماد على التكنولوجيا سيؤدي الى تقليص مراحل انجاز المعاملات الطويلة، ويستطيع من يريد التلاعب او الاخلال بالعمل ان يجد في هذه المراحل بيئة ملائمة للفساد، فالحكومة الرقمية تحتاج الى بنية تحتية قوية، وهذا برنامج حكومة سمو الشيخ جابر المبارك والتي وضعت تعديل الهيكل الحكومي والحكومة الرقمية، فكل هذه الأمور تحتاج الى وقت وسياسات توحد العمل في أجهزة الدولة.
بطء إنجاز المشاريع
وزاد: منذ فترة نقول ان لدينا خللا وبطئا في نسب الإنجاز حسب الخطة والموازنة المخصصة، فهناك الكثير من الأمور تحتاج الى مراجعة وطريقة وأسلوب خاص للعمل، وخلال المرحلة القادمة سأقدم لكم تصورات خاصة بذلك، ولقد عينت لتشكيل حكومة وسيكون معي 15 عضوا في مجلس الوزراء متضامنين لتنفيذ توجيهات صاحب السمو والعمل كفريق متعاون، وانا سعيد بلقائكم ولكن اعتذر في نفس الوقت لاني لا أملك الشيء الكثير لكي اشارككم فيه لان مسؤوليتي لم تكتمل وسيكتمل الفريق الحكومي الذي يتكون من 16 عضوا، وفي ذلك الوقت سيبدأ العمل متضامنا متعاونا، ونبدأ اولوياتنا، وفي يوم أداء قسمي كلفت مباشرة من صاحب السمو بموضوع مكافحة الفساد وحماية المال العام، والآن اجري مقابلات مع الأجهزة الرقابية وقبل ذلك مع السلطات التشريعية والقضائية للتعاون ومع الأجهزة الحكومية لأقف على الوضع بشكل اكبر وأوضح واناقشه مع زملائي في مجلس الوزراء القادم.
واستطرد: أؤكد لكم ان الذي تسمعونه اليوم هو تصورات للوضع القادم، وانا سأعتمد على زملائي وزميلاتي في مجلس الوزراء لنعمل كفريق متضامن، وأقول لكم إنني جئت من مكان يقدر مكانة ودور ومسؤولية الاعلام، وانتم ترون صاحب السمو في كل خطاباته يتحدث عن التواصل الاجتماعي، وما وصل اليه الامر من سوء استخدامها، وهذا الموضوع سيكون نقاشا مع السلطة التشريعية لايجاد تنظيم له في المستقبل، ويهمني الالتقاء بكم بوتيرة منتظمة لاني اؤمن بدور الاعلام، ولن نستطيع ان نعمل كحكومة دون ان نتشارك معكم في كل شيء، وخلال فترات طويلة من حياتي العملية رأيت ظروفا صعبة وقضايا معقدة لكن كنا نخرج ونقف في مؤتمرات صحافية نتلقى أسئلة واستفسارات عن الأوضاع في أمور لا نستطيع التحدث بها، وهناك أمور ليس من المفيد شرح كل تفاصيلها لكن كنا نعطي الاعلام حقه كونه معنا في عملنا وفي القضايا الدولية، فيهمني بشكل اكبر الآن قضايانا الداخلية وان نلتقي ونطرح لما لدينا من جانب الحكومة ومن جانبكم كممثلين لوسائل الاعلام ونتباحث في كيفية التعامل معها.