بلد الهدوء والطبيعة الخلابة

دولة أوربية لها حدود مشتركة مع إيطاليا والنمسا وكرواتيا والمجر، ويحيط بها جبال الألب وتطل على البحر الأدرياتيكي وهي أحد دول البلقان، كانت ضمن يوغسلافيا، وحالياً ضمن الاتحاد الأوربي، بلد متنوع الكنوز الطبيعية من جبال وبحيرات وأنهار وغابات وكهوف، لم تنل حقها الكافي من السياحة والإعلام خاصة في منطقة الخليج مع وجود دول كبرى معروفة بالسياحة تحيط بها أو غريبة منها أمثال النمسا وإيطاليا وألمانيا، حديثنا عن بلد ينبض بالجمال وهي جمهورية سلوفينيا.
وصلنا إلى سلوفينيا عن طريق البر قادمين من عروس البلقان البوسنه وتحديداً من العاصمة سراييفو مروراً بكرواتيا وصولاً للمحطة الأولى في سلوفينيا مدينة ماريبور ثاني أكبر المدن السلوفينية التي تبعد حوالي 550 كم، طريق ممتع سهل وسهولة الإجراءات والتنقل من بلد لآخر، مدينة ماريبور تقع على نهر درافا تحيط بها الأشجار الكثيفة الساحرة، مدينة أنيقة وتعتبر مركز سلوفينيا الثقافي، المشي بين شوارعها وميادينها والتنقل بين جسورها المطلة على النهر الذي زاد المدينة رونق وجمال.
وبعدها الانتقال إلى العاصمة ليوبليانا التي تبعد ساعة ونصف من مدينة ماريبور، ليوبليانا المدينة الهادئة المرتبة النظيفة الجميلة الأنيقة، نظافة الشوارع، أناقة البنيان والهندسة المعمارية، حداثة وسائل المواصلات، توفر السكن بأنواعه وأسعاره، المشي على الأقدام لإكتشاف مدينة الجسور والقصور، والمرور على الجسور الثلاثة، وعبور جسر التنين، ومشاهدة جسر أقفال العشاق وتجد الحروف والرموز والأسماء معلقة على السياج المعدني للجسر، وقلعة ليوبليانا التي تتوسط العاصمة وتتميز بإطلالتها بمشهد بانورامي ساحر بإمكانك مشاهدة المدينة كاملة من الأعلى، الجلوس في مطاعمها ومقاهيها له رونق خاص، والمشي بين منتزهاتها وحدائقها وبالأخص حديقة تيفولي، ليوبليانا كذلك تعرف بمدينة الفن والتاريخ.
ورحلة من العاصمة إلى عروس سلوفينيا مدينة بليد التي بعد 50 كم، بحيرة بليد التي تحيط بها الجبال والمساحات الخضراء التي تسر الناظرين، والمشي حول البحيرة الحاضرة لاستقبال السياح من خلال الممرات والأماكن اليابسة التي تحيط بالبحيرة، والأنشطة المتنوعة لمن يرغب من ركوب القوارب وغيرها من أنشطة تختلف حسب الفصول، وتناول كيكة بليد الشهيرة (كيكة كريشمنت)، بالمقاهي أو أحد الفنادق القريبة من البحيرة، وقريباً من بليد اخدود فينتغار السير من خلال منحدرات جبلية ومشاهدة الشلالات المائية قي مكان آسر أخاذ، في سلوفينيا الانتقال من جمال إلى جمال والوصول لبحيرة بوهين التي تبعد عن بليد 30 كم.
ويوم آخر ورحلة أخرى الانطلاق من العاصمة إلى كهف بوستوينا الدخول والمشي بين ممرات الكهف والاستمتاع بالألوان والأشكال الغريبة التي تكونت خلال ملايين السنين، وقريب من الكهف قلعة بريدجاما أحد القلاع الغريبة والعجيبة وبناءها داخل الكهف، ثم زيارة ريفيرا سلوفينيا مدينة بيران، المدينة الصغيرة المطلة على البحر الادرياتيكي، بمنازلها الحجرية وشوارعها المرصوفة بالحصى والمشي بين أزقتها ومطاعمها المطلة على البحر، والسير في ساحتها تارتيني.
سلوفينيا بلد سهل التنقل فيها بكل يسر بين المدن لتطور وحداثة الطرق، ويقدم مرافق سياحية تليق بالسائح الزائر، بلد واضح عليه الاهتمام بالسياحة ووضعت الدولة السلوفينية خطة خمسية من 2017-2021 تهدف لنمو مستدام للسياحة على المستوى الأوربي والعالمي، سلوفينيا وجهة رائدة وبلد الهدوء والطبيعة الخلابة.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @aziz_alduwaisan