قلم الإرادة

على ضفاف الغموض

هل هناك من يعيش وهو لا يتنفس الكتابة؟ تذهلني جداً الإجابة بنعم على هذا السؤال.

أما قبل ..

ما أجمل محبرة الغموض التي يستوطن بها قلمي تسكنني اللذة وأنا أكتب بكل هيبة الغموض، ما أروع النص متى ما كان يمتلك ذاتيه متعاليه واغتراب محض كامن في غموضه، ربما تقول أنه سوف يدفن في مقبرة الغموض ولكني أنا أقول تنجيه القراءة العميقة وتستعيده من منفاه، فإن كان هناك غشاوة تحيط النص يبددها فعل القراءة بصفتها إبداعاً ثانياً أو موازياً للنص.

كيف نقرأ بحرية؟

كيف نقتحم النص دون الخضوع لأي سلطة مرجعيه للفهم الخاطئ؟ أعتقد يكون ذلك متى ما أمتلكنا الإيمان بالمعنى الحقيقي للكتابة الغامضة، تاريخ شائك ممتد من مركزية المعنى إلى أعماق قلب الإدراك فلا شك إذا كانت اللغة هي بيت الوجود فالكاتب مؤسساً لها الكتابة الفكرية والفلسفية هي كذلك كتابة متشظية، الكتابة حس تهز أعماق القارئ إلى درجة أنها تصبح كالشظايا التي تمزق إحساس القارئ والمتلقي، غموضها يخفف ألم ذلك إلا على من فهم المعنى الكامن ببطن الكاتب، فما الذي يجعل الكاتب يستلذ بالغموض؟ السبب معروف لكل مطّلع فالكاتب الغامض يجد الحرية الكامنة بالتعبير عما تخفيه أعماقه والأجمل أنه مطمئن ويعلم ألا يفهمه إلا القليل، لا يكتب الكاتب لكي يستعرض، الكتابة متعة كما هي القراءة لكنها متعة باهضة الثمن، فاحترافية الكاتب حينما يحشد كل طاقته المعرفية وأدواته الكتابية لكي يرغم القارئ على الاعتراف بجهله أمام تلك الهاله الضخمة من الغموض ذلك يتسبب في تعطيل أستمتاع القارئ بالنص، إلا من كان إدراكه العميق للمعنى أكبر من غموض الكاتب من كان كذلك كان ألذ استمتاع بالنص من القارئ العادي.

ختاماً..

إن لم يكن النص مفتوحاً لفرجة معنوية وعبثاً يشبعه الشغف فهو أداة للهيمنة وتكريس لخاصية نقيضه للدهشة ويكون عالم خاص للكاتب لا يقتحمه إلا من ارتوى بالمعنى الحقيقي للمعنى. الغموض جنه لا يدخلها إلا مؤمن الإدراك، ودمتم بود.

فريح محمد الرويلي – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @ta3woel

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى