هل من مزيد؟
الاستقالة المدوية لأعضاء مجلس الأمة المخلصين دلالة ورسالة واضحة لضعف هذا المجلس العاجز عن الإنجاز المدافع عن الأخطاء والساكت عن التجاوزات الذي يقف مشلولاً ومنهاراً أمام العمل الجاد لخدمة الكويت وأهلها والاكتفاء بالبحث عن المصالح والمكتسبات والعبث بالقسم بأن يعمل العضو فيه على خدمة الكويت واحترام الدستور والقانون لا أن يصوت لشطب الاستجوابات وتفريغها من محتواها بحجج واهية وهم بذلك يعتقدون بأن الشعب الكويتي تنطي عليهم هذه الحيل والخدع الدستورية وهم أول من اخترق الدستور والقانون وليس لدى هذا المجلس إلا العمل الظاهر للعيان في بحث وسعي أعضائه عن مصالحهم المادية والمعنوية.
حان لهذا المجلس بالرحيل لضعف إنجازه وتخبطط قراراته وسذاجة أفكاره ويعيب على من فيه العجز التام عن إرضاء الشعب وتحقيق رفاهيته والبحث عن مكتسباته والحد من نهب البلاد والتفشي الواضح للفساد في جميع مرافق الدولة والحكومة ترعي ذلك لفشلها الذريع ولخضوع المجلس لها والسكوت عنها وعدم إجبارها للعمل الجاد والمخلص.
هل من مزيد؟ للعقلاء المخلصين أن يدخلوا سجل الفخر والاعتزاز ولينزعوا عنهم السكوت والضعف عن تلك الممارسة المشينة في الدفاع عن الأخطاء والتخبط الحكومي وغض النظر عن الفساد والاعتداء على المال العام وليتذكر الجميع بأن الشعب الكويتي الطيب أذكى جداً من دفاعهم الحكومي ويعرف مقاصدهم ولن يلتمس لهم العذر عن الفشل في الإنجاز وفي التنمية وفي محاسبة الحكومة عن أدائها الفاشل والضعيف.
مجلس الأمة الحالي أقل ما يوصف به بأنه ضعيف إلى درجة الوهن وعاجز إلى درجة الشلل التام ويحتاج إلى من ينتشله من هذا الوضع دفاعاً وانتصاراً للدستور والمكتسبات الشعبية التي لن يحيد عنها ولي الأمر حفظه الله وأبقاه ذخراً لنا للشعب الكويتي الذي يعيش في ظل حكم دستوري وديمقراطي مميز نفتخر فيه.
حفظ الله الكويت وشعبها وأدام علينا نعمه الكثيرة وخاصة نعمة الإنجاز التي تفتقد في هذه الأيام.
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22