قلم الإرادة

التعليم في الكويت

ارتبط ظهور التعليم القديم في الكويت بظهور المساجد، فقد لعبت دوراً كبيراً في غرس البذرة الأولى للتعليم، لا سيما في الجانب الديني، فكانت مراكزاً لتحفيظ القرآن وتعليم الفرائض وأمور الدين إلى جانب اللغة العربية، وفِي نهاية القرن التاسع عشر شهد التعليم نقلة جديدة حيث ظهرت الكتاتيب في الكويت، وكانت الدراسة بالإضافة على تعليم مبادئ الحساب، وكان الأولاد يتلقون تعليمهم عند “الملا” بينما تدرس البنات عند “المطوعة” مقابل مبلغ مالي صغير يسمى “الخميسية”، واستمر التعليم فى الكويت عن طريق الكتاتيب.

وفي عام 1911م تم افتتاح المدرسة المباركية، والتي تعد أول مدرسة نظامية في تاريخ الكويت، وتلتها المدرسة الإرسالية الأميركية عام 1917، وهي أول مدرسة تعلم اللغة الإنجليزية، وفي عام 1921 تم إنشاء المدرسة الأحمدية، وازدادت المدارس بعد ذلك بشكل كبير، ونتيجة لذلك شهدت الكويت في عام 1936م إنشاء مجلس المعارف (وزارة التعليم حالياً) ليشرف على التعليم، وليصبح التعليم حكومياً مجانياً للجميع.

كما توجه الكويتيون نحو تعليم بناتهم أيضاً فافتتحت أول مدرسة للبنات في الكويت في عام 1938م، ونتيجة للنهضة الاقتصادية تتابع افتتاح المدارس المختلفة للجنسين، واهتمت وزارة التربية بذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً فتم تأسيس أول مدرسة عام 1955 وحملت اسم “النور”.

وإثر استقلال الكويت، ومع ظهور الحياة الدستورية احتل التعليم مكانة مميزة فنص الدستور الكويتي في المادة 40 منه على أن “التعليم حق للكويتيين تكفله الدولة وفقا للقانون وفي حدود النظام العام والآداب والتعليم إلزامي مجاني”.

وعلى إثر ذلك تتابع إنشاء المدارس في كافة أنحاء الكويت، وفى عام 1966م تم إنشاء جامعة الكويت ليكتمل بذلك النظام التعليمي، ولم يقتصر دور الكويت على التعليم في الداخل فقط، بل حرص أمراء الكويت على أن تكون الكويت هي الدولة الرائدة في دعم التعليم في الخليج العربي، فأسهمت الحكومة الكويتية عن طريق المساعدات المادية والعينية في إنشاء المدارس في كافة أنحاء الخليج العربي ودول العالم العربي والإسلامي ، وبخاصة في الإمارات العربية المتحدة وجمهورية اليمن.

وفي الوقت الحاضر فإن صاحب السمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد – حفظه الله ورعاه – يحرص على أن يواكب التعليم في الكويت الثورة المعرفية، ففي عهد سموه شهد التعليم قفزة نوعية بتعميم الفصول الذكية في جميع المدارس التي تعتبر الفصل الأخير من فصول تطور التعليم في الكويت.

تزامناً مع بداية الدراسة في كويتنا الحبيبة ورفع علمنا الغالي هذه الأيام كل صباح، لا يفوتنا التذكير بأهمية تربية أبنائنا على مبادئ الاسلام و التسامح وقبول الآخر، وتعليمهم منذ الصغر معاني التعايش والاندماج، لحفظ مستقبلهم وتأمين حياة أفضل لنا ولهم.

••

شباب عبد الله الهاجري – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @ALrashedshbabb

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى