قلم الإرادة

سارة وانتحار الزهور

مع سخونة صيف يوليو 2019 وارتفاع درجة الحرارة وتأهل الجزائر لنهائي كأس الأمم الأفريقية تشاركنا في هذه السخونة ردة فعل “مشتعلة ” وكأنها روح اللاعبين التونسيين والجزائريين القتالية لتأهل منتخب بلادهم بالبطولة وبشهر أول امبراطور بالتاريخ “يوليو غايوس سيزر” ونستذكر إحدى مقولاته: “ليس عليك أنت تخشى على سلطتك من هؤلاء الرجال الأغنياء حسنوا المظهر، ولكن يجب أن تخشى أولائك الجائعين الشاحبين”.

ومفارقات بين المشاعر التي تتحرك في حب الوطن موسمياً فقط! وبشكل غريب تهيض المشاعر مرفرفة الأعلام بسبب إساءة مذيعة قناة العربية سارة دندراوي في نشر خبر غير لائق عن المجتمع الكويتي حتى أصبح أعلى مشاهدة و”ترند” في برنامج تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي، وبوجهة نظري لا يستحق كل هذا الزخم الذي وصل إلى حد المستوى الدبلوماسي والمطالبة بتصحيح نشر الخبر وإلخ.

فالعلاقة ما بين المملكة العربية السعودية الشقيقة أكبر وأعمق من أخطاء فردية مقصودة أو غير مباشرة .. لكن التساؤل الذي يراود الكثير وهو عن كيفية وآلية تحريك المشاعر لنفس الأشخاص الذين تحدثوا وغردوا واستنكروا وهم الذين لم يحركوا ساكناً في انتهاكات وتصرفات وقضايا كثيرة حصلت من فساد إلى آخر والمسؤولية عليهم وعلينا جميعاً وخاصة ممثلي الشعب، انتهى عهد (اشتم الحكومة صدرها وسيع واطلع سالم)؛ بل المحاسبة على كل مواقفك واختياراتك السابقة والقادمة 2020 ستكون مفصلية لما حصل من مهازل غير متوقعة … لم تتحرك المشاعر المزيفة عندما ترى كل يوم إشارات المرور تملؤها براءة اطفال يبحثون عن الظل في هذا الصيف الساخن ولم تتحرك في رؤية نساء كبيرات في السن مرميين بين الغرف العمومية في المستشفيات ولم تتحرك في رؤية دموع البسطاء والمقهورين حتى وصل آخرهم وليس أولهم الى الانتحار!

مع الأسف قلتها وكتبتها سابقاً: لم ولن يشعر بنا المسؤولين وأصحاب الدماء الزرقاء وهم وأبناؤهم طوال الصيف في ربوع أوروبا كي يشعروا في قضية “مروءة” من الدرجة الأولى قبل كل شيء، البدون ومسؤوليتنا القادمة هي اختياراتنا ومواقفنا وأقلامنا وقلوبنا مع أصحاب الحق بإذن الله، وأقول لأصحاب المشاعر الجياشة ومدعين الحقوق الإنسانية إلى الديان يوم الدين تجتمع الخصوم، “‏تنتحر الزهور إذا شعرت بأنك سقيت شقيقاتها ولم ترويها من نفس الماء الجاري”.

 

••

علي توينه – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @Alitowainah

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى