عبيد بلا أغلال

ما نعرفه أن الإنسان يتعلم من شيء قد حدث أي أنه من الماضي وما نسميه “التاريخ” واليوم من غرائب العصر أننا نرى ونتعلم من الحاضر قبل الماضي وبكل وضوح وما نعانيه بكل قضايانا هي من الفئة الضالة التي عددها يتزايد بشكل أكبر من كرة الثلج المتساقطة من الجبل الجليدي وهم “العبيد بلا أغلال” وهذا المصطلح يعني عبيد من الداخل عبيد الإرادة عبيد الفكر عبيد المصالح وبلا أغلال أي أياديهم غير مقيدة كي تصفق للباطل فقط.
والتساؤل دائماً ما الذي يجعلهم كذلك وهنا تختلف الآراء ونرى جزء منهم وريث تلك الصفة ولكن الجزء الأكبر هم من تسيطر عليهم مفاهيم التمسك في أوهام الحياة من أموال مشبوهة ومناصب غير مستحقة وزائلة وبهرجة فقاعية لا تسمن ولا تغني من جوع والمشكلة الحقيقية التي نتحدث عنها لهذا الجزء من هذه الفئة هو نشرهم لتلك المفاهيم وهدم المبادئ والقيم النبيلة وتزوير الحقائق وتناسوا بأن الله سبحانه وتعالى يعلم ما تخفيه الصدور وإن كذبوا وتزينوا بعذب الكلام، ناهيك عن تأثير تلك الفئة على المجتمع بشكل سريع وتغيير الكثير لمن لا يمتلك الوعي وهنا ترتكز المسؤلية علينا جميعا لا تقتصر على الحكومات ومجالسها وبرلمانات البلدان مهما كانت حالتها إيجابية أو بالعكس.
وأخيراً للأحبة: لا يصح إلا الصحيح ولن يستمر الحال بذلك السوء إذا تصدينا لتلك الآفة وتلك الفئة السرطانية المرتزقة التي لا تمتلك أي قيم ودائماً تقف ضد المستضعفين لصالح بعض المتنفذين السيئين مقابل فتات الجشعين وبكل وضاعة تجد المطبلين المتقلبين المنافقين والمتلونين يتصدرون المجالس والمقاهي والكاميرات وبأصوات عالية وقحة غير مبالين لمعاناة البسطاء وكل ذي حق لم ينصفه أحد وعلى حساب مستقبل الجميع.
**
علي توينه – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Alitowainah