قلب الأم .. مدرسة الولد

عندما نذكر العلماء لابد أن نذكر اسم توماس اديسون هذا الرجل الذي قدم أحد أهم الاختراعات البشرية، واجه اديسون صعوبات أثناء دراسته بالمدرسة فقد وصفه أحد أساتذته بأنه فاشل وكان دائماً شارد الذهن، وفي أحد الأيام عندما كان أديسون في الثامنة من عمره عاد إلى البيت من المدرسة وهو يشعر بالأسف لأن معلمه كلفه بتسليم مذكرة إلى والديه قرأتها أمه أمام نظرات ولدها المترقبة لمحتوى المذكرةسألها قائلاً ماذا يوجد بها بدموع في عينيها قرأت لابنها محتويات تلك الرسالة المقتضبة.
“ابنك عبقري، هذه المدرسة متواضعة جداً بالنسبة له، وليس لدينا معلمون جيدون لتعليمه .. من فضلك علميه في المنزل”.
توماس اديسون أمه الذي صنعته وجعلته قوي لا يستسلم للظروف ويقهرها لذلك لم يتوقف أديسون عن محاولاته لإيجاد مصدر للإضاءة حتى بعد فشله مئات ومئات المرات، حتى فشل 999 مرة ليظل يحاول مرة تلو الأخرى وينجح في اختراع المصباح الكهربائي في المرة الألف، فيا ترى لماذا ظل توماس أديسون حتى المرة الألف؟ وهل لم يكن يصاب بالإحباط نتيجة للفشل؟
بعد عدة سنوات، عندما توفيت نانسي وكان أديسون قد أصبح مخترعاً مرموقاً على مستوى العالم، وجد المذكرة التي أرسلها المعلم إليها في ذلك اليوم.
لم يكن العثور على المذكرة ما فاجأه بل كان ذلك ما قرأه بداخلها: “ابنك مريض عقلياً ولا يمكننا السماح له بالذهاب إلى المدرسة بعد الآن”.
بكى أديسون بمرارة بعدما قرأ الكلمات الحقيقية في المذكرة ولاحقاً، كتب في مذكراته: “توماس ألفا أديسون كان طفلاً مريضاً عقلياً، ولكن بفضل أم بطلة أصبح عبقري القرن”.
الأم رمز العطاء رمز الوفاء ونبع الحنان، الأم بقلبها بوجدانها بروحها مع أبناءها، الأم تنير الطريق لأبنائها ترشدهم توجههم تعلمهم، تولد فيهم الإصرار والعزيمة، والأم هي المدرسة الأولى بكل معنى الكلمة.
الأم كلمة قليلة الحروف وكثيرة المعاني ، الأم هي أنهار لا تنضب ولا تجف ولا تتعب، متدفّقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، الأم هي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، وهي التي مهما حاولت أن تفعل وتقدم لها فلن تستطيع أن ترد جميلها، فإذا صغر العالم كله الأم تبقى كبيرة، إن أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم.
**
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @aziz_alduwaisan