أرض الأحلام

بلد يأتي لها الإنسان البسيط جداً ويعمل في وظيفة متواضعة جداً وخلال شهر يحصل على رخصة قيادة وسيارة، وبعد شهر يقوم بإحضار أسرته التحاق بعائل ويعيشون على أرض الأحلام، ما المانع؟ دولة لا ضرائب فيها وخدمات مجانية وإن كانت برسوم فتكون برسوم رمزية وتكاد تعدم وبعدها يقوم بالحصول على وظيفة أحسن ويحصل على كرت زيارة لباقي أفراد الأسرة، الأم، والأب، يأتون ويتعالجون في مستشفيات مجانية، وعمل الترميمات الصحية المطلوبة، ونعيش أقوى حلم بتحسين المستوى المعيشي.
وهي كذلك بلد قام بلد غازي باحتلاله واغتصاب أرضه وثرواته وقتل وتشريد أبنائه وهناك مجموعة منهم حتى الآن مجهولي المصير، وبعد عقد من الزمن وتحت بند المسامح كريم ونصير احنا الأحسن، ينسى هذا البلد كل هذه الفصول من الحرب والأزمة حتى نبين للعالم أجمع أننا متسامحين! ولسنا حقودين، ثم نقوم ببناء البنية التحتية للبلد الغازي، وننسى أفعال الدول المتضامنة معها، ونعيد المياه لمجاريها «ونكد ونصرف على عيالهم» لأننا طيبين، ننسى الطقة ومانتعلم منها.
وفي بلد الأحلام نعيش أيضاً فيها ونصنع المشاكل ولا عقاب على الفعل فقط الإبعاد، في بلد الأحلام عيالنا مو على كيفهم يتكلمون عن أحد في تويتر وعيب ونعاقبهم بس أحد يتكلم علينا من بره ومن غيرنا نسوي روحنا ما نسمع لأنه احنا احسن منهم!
وفي بلد الأحلام يأتي سباك ومزارع وبواسطة ويا باشا وياعمي واصير مستشار بأجدعها وزارة وبراتب أنا من يحدده وبعقد ويجدد! هذه أرض الأحلام، هذه الكويت وصل على النبي.
مع احترامي لكل المخلصين على أرضنا: نحبكم ونحترمكم ولكن لنا في بلدنا أولوية.
**
المحامية/ أسما العبد الرحمن – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @kookitaavocate