المظاهرات في الجزائر تلقى اهتمام الصحافة الفرنسية

تابعت الصحافة الفرنسية باهتمام بالغ المظاهرات التي شهدتها الجزائر أمس الجمعة، حيث خصصت مساحات كبيرة من صفحاتها لهذا الحدث وتساءلت عن التطورات والتداعيات المحتملة لهذه المظاهرات.
خصصت الصحافة الفرنسية مساحات شاسعة من صفحاتها للمظاهرات التي شهدتها الجمعة الجزائر تنديدا بترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة متتالية.
وكتبت جريدة “ليبراسيون” الفرنسية (اليسار) في صفحتها الأولى “الزخم الجزائري” فيما أرفقت هذا العنوان بصورة كبيرة تبين وجوه متظاهرين رافعين لافتات وأعلام جزائرية.
وفي افتتاحيته، كتب لوران جوفران رئيس التحرير “الشباب الجزائري أصبح لا يفهم لماذا يجب عليه أن يتحمل عواقب ماض لا يعرفه. هذا الشباب المملوء بالحيوية والنشاط يستحق أكثر من الهيمنة السياسية التي فرضها عليه نظام يختبئ وراء رئيس غير حقيقي”. وأضاف “الحكمة هي أن يسلم بوتفليقة المشعل ويترك الانتخابات الرئاسية تجري بشكل سليم وآمن، حتى إذا اقتضى الأمر بتزكية مرشح آخر”.
وفي مقال آخر، كتبت جريدة “ليبراسيون” إن الشباب الجزائري متعطش للعدالة الاجتماعية ويريد التغيير خاصة لدى أولئك الذين لم يعرفوا في حياتهم سوى الرئيس بوتفليقة”.
“نهاية أسبوع حاسمة”
أما يومية “لوباريزيان” فلقد خصصت هي الأخرى ثلاث صفحات كاملة حول المظاهرات الجزائرية، فيما عنونت مقالاتها “الجزائر، نهاية أسبوع حاسمة”. وشرحت الجريدة أن “الجزائريين لا يريدون بوتفليقة رئيسا جديدا لهم”، مشيرة إلى أن “المتظاهرين يريدون أن يبقوا المظاهرات سلمية رغم بعض المناوشات الصغيرة التي وقعت هنا وهناك”. ولفهم كواليس النظام الجزائري، قامت “لوباريزيان” بنشر بعض الأسماء المقربة من عبد العزيز بوتفليقة وعرفت بمسيرتهم السياسية. ومن بين هذه الأسماء، شقيقه سعيد بوتفليقة والفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الجزائري ثم عثمان طرطاغ مسؤول المخابرات الجزائرية.
كما قامت الصحيفة بسبر آراء بعض الجزائريين الذين يعيشون في المهجر، محاولة من خلالها فهم مواقف البعض مما يجري في الجزائر من تعبئة شعبية ضد العهدة الخامسة لبوتفليقة وانعكاساتها على السياسة الفرنسية.
“أريد فقط أن أعيش في بلد عادي”
أما يومية “لوفيغارو” (اليمين)، فلقد عنونت الصفحة التي خصصتها للمظاهرات في الجزائر “موجة عاتية ضد النظام الجزائري”. مراسلة هذه الصحيفة روت حيثيات المظاهرات التي استقطبت عشرات الآلاف من الجزائريين في العديد من مدن البلاد. فيما استجوبت العديد من المتظاهرين، من بينهم امرأة تدعى نعيمة التي قالت “أريد فقط أن أعيش في بلد عادي دون أن أعتمد على أي شخص أو نظام. التغيير مس العديد من الدول عبر العالم، فلماذا هذا لا يمكن أن يحدث عندنا”.
وأشارت الجريدة إلى مشاركة بعض الشخصيات السياسية والحزبية في المظاهرة، مثل علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات ورشيد نكاز مرشح للانتخابات المقبلة وأحمد بن بيتور رئيس الحكومة سابقا وعبد العزيز رحابي وزير الثقافة الذي استقال من منصبه خلال العهدة الأولى لعبد العزيز بوتفليقة.
أما في مقال آخر، فقد أكدت “لوفيغارو” أن بوتفليقة لا يزال في المستشفى بسويسرا برفقة شقيقيه الاثنين وهما سعيد وناصر بوتفليقة.
من جهتها، خصصت الصحيفة البلجيكية “لا ليبر بلجيكا” (بلجيكا الحرة) افتتاحيتها حول المظاهرات التي جرت الجمعة في الجزائر. وعنونت مقالها “الجزائر مصممة على ترحيل بوتفليقة”. وكتب في اليومية إن “المتظاهرين يدركون جيدا أن الوحدة هي العنصر الأساسي الذي يمكن أن يوصلهم إلى مبتغاهم”. وفي مقال آخر، تساءلت الجريدة لماذا “فرنسا خائفة من الأزمة التي تمر بها الجزائر”، مضيفة أن “الرئيس ماكرون يتابع عن كثب كل ما يجري في هذا البلد”