الاحتقان السياسي
إن الأوضاع السياسية بدات بالغليان وتطورت الأحداث سريعاً وتداخلت الأزمات وبدأت الإشاعات والتخميلات ومن يقرأ بدقة لتلك الأوضاع يصاب بالحيرة في التكتيك السياسي واللعب الاحترافي لخلق الأزمات وحل المعضلات وضرب الأطراف وإزاحة الخصوم السياسيين وصولاً للنصر السياسي وتحقيق البطولات والفوز الشخصي الذي يعتبر إثبات للوجود ورسالة بأني ما زلت قوياً ولاعباً أساسياً في المشهد السياسي المحلي.
إن الاحتقان السياسي والتوتر قد يعصف بأحد الطرفين إما نهاية الحكومة واستقالتها وإما رفع عدم تعاون لحل المجلس الذي أصبح عاجزاً عن إثبات وجوده بسبب سياسة التأجيل لكل موضوع وقانون وتطبيق سياسة فاشلة في غض النظر عن المصائب والهفوات الحكومية تحت مسمى مد يد التعاون وعدم التأزيم وهم بذلك كالمتفرج على مباراة لا يعي من هو صاحب المفاجأة في اللحظة الأخيرة ومجلسنا النيابي المؤقر اعتقد بأنه ينتظر اللجوء لمن يبتسم له الحظ بالفوز في ضربات الجزاء بعد أن استوفى المجلس الوقت الإضافي والوقت بدل الضائع.
من سينتصر في النهاية فهو من سيخسر شعبياً؛ لأن هذا الشعب الكويتي الطيب بات يريد تحقيق مصالحه في التنمية وتطوير التعليم والصحة والأمن والعمل لرفاهيته وحل مشاكله بدل الصراع السياسي للمصالح الشخصية وترك الشعب يعاني ويدخل في أزمات وصراعات ويعاني من عجز مجلسه المنتخب في الدفاع عن حقوقة ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بامن الوطن وإلحاق الأذى في المجتمع.
أبدع أبو العتاهية عندما قال:
البَغيُ وَالحِرصُ وَالهَوى فِتَنٌ
لم يَنجُ مِنها عُجمٌ وَلا عَرَبُ
مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعاً
لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22