قلم الإرادة

الملك فهد بن عبد العزيز وروح القيادة

ولد الملك “فهد بن عبد العزيز” فى مدينة الرياض عام 1343ه/ 1923م، ونشأ وترعرع فى كنف والده عبد العزيز، وقد تلقي الملك فهد تعليمه فى مدرسة الأمراء فى مدينة الرياض، ثم التحق بالمعهد العلمي فى مكة المكرمة، و تولى عدة مناصب الرفيعة فى المملكة فعين وزيراً للمعارف عام 1953م، ثم وزيراً للداخلية عام 1962م فنائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء عام 1967 بالإضافة إلى قيامه بمسئوليات وزارة الداخلية، وفي 25 مارس 1957 عين جلالته وليا للعهد ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء، وتولى مقاليد الحكم فى 13 يونيو 1982م بعد وفاة أخيه الملك خالد.

وضع جلالة الملك منذ توليه الحكم أسس ثابتة فى مجال السياسة الخارجية تقوم قواعدها على نصرة الإسلام والعروبة، ودعم القضايا العربية بكل الإمكانات والطاقات، وقد ظهرت روح الأخوة بين الكويت والسعودية وتعززت العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين فى عهد الملك “فهد”، وأثمر التعاون على الوقوف فى وجه الأطماع العراقية فى الكويت، فمع بزوغ التهديدات العراقية للكويت عام 1990م أدرك الملك “فهد” أن جانباً مهماً من الاتهامات والتهديدات العراقية موجه لبلاده كما هو موجه للكويت، فسعى الملك للقيام بدور الوساطة بين الكويت والعراق، وفي 31 يوليو 1990 عقد في “جدة” اجتماع بين نائب الرئيس العراقي ” عزة إبراهيم” وولي العهد الكويتي “سعد العبد الله” ، إلا أن هذه المباحثات لم تسفر عن أية نتائج بسبب الموقف العراقي.

وفي صباح يوم الثاني من أغسطس 1990م احتلت القوات العراقية الكويت، واضطرت الأسرة الحاكمة والحكومة الكويتية إلى مغادرة الكويت والتوجه إلى المملكة العربية السعودية، حيث استقبلوا بحفاوة بالغة من جانب الشعب السعودي، وسخر الملك “فهد” لأمير الكويت الشيخ “جابر الأحمد” وحكومته كافة إمكانيات المملكة لتحرير الكويت.

وشكل الشيخ “جابر الأحمد” والملك “فهد بن عبدالعزيز” تحالفاً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لتحرير الكويت، فدع الملك فهد الدول العربية والإسلامية والصديقة إلى مساندة الكويت عسكرياً فى مواجهة العدوان العراقي، وفي ضوء الجهود الكويتية والسعودية صدر قرار مجلس الأمن رقم (678) في 29 نوفمبر 1990 ، الذي يخول استعمال كل الوسائل الضرورية لإجبار العراق على الانسحاب من الكويت إذا لم ينسحب بحلول منتصف يناير1991، وبعد صدور هذا القرار شكلت الحكومة الكويتية والسعودية تحالف دولي لتحرير الكويت، ونجحت فى تحرير الكويت فى أواخر فبراير 1991م.

وكانت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك “فهد” دائماً ما تدعو إلى احترام الأعراف الدولية، ودعم قرارات الأمم المتحدة، وتحرص على تأييد كل المواقف الدولية الهادفة إلى الحفاظ على كرامة الإنسان وسلامته وأمنه فى أي بقعة من بقاع الأرض.
استمر خادم الحرمين فى القيام بمهامه حتي وافته المنية في الأول من أغسطس 2005م ، إلا أن عمله ظل باقياً حتي يوماً هذا، ولا زال أبناء شعب الكويت يخلدون ذكراه العطرة، فقد غرس خادم الحرمين الملك “فهد” روح الأخوة والتعاون بين أبناء الكويت والمملكة، فقد كانت كلمات الملك الراحل تعبر عن عمق العلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين، حيث قال –رحمه الله-: “الكويت لا بد أن ترجع، هذا كل تفكيري، وإلا تروح السعودية والكويت سوا، إذا راحت كرامة الكويت راحت كرامة السعودية”.

**

شباب عبد الله الهاجري – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @ALrashedshbabb

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى