قلم الإرادة

الواقع بين الشريعة والقانون

في عام 1923 كتب الأديب والمهندس الروسي زامياتين روايته الشهيرة (نحن) فكانت هذه الومضة الأولى التي أنذرت العالم أجمع بأنه لا يمكن الاستمرار في الحكم طالما الدولة تتحكم بجميع تصرفات الأفراد وتقمع الحريات؛ لأن ذلك يخالف الفطرة البشرية التي جبل عليها الإنسان في حرية التعبير والاعتقاد.

فتنبأ زامياتين أن الحكم الشيوعي الشمولي وأيّ حكم يماثله مصيره الزوال مهما طال، لذلك عندما كتب روايته منع من الكتابه وطرد من اتحاد الكتاب وأصبح خائن غير مرحب به لأنه فقط لديه نظرة مخالفة لنظام الحكم، حتى جاء الوقت الذي صدقت رؤيته وتحققت بعد مرور تقريباً 70 عام.

يقول جون آدامز (الحقائق أشياء عنيدة) مهما حاولت لن تستطيع تغيير الحقائق، إذا لم نتعايش مع واقعنا ونصارح أنفسنا أمام هذه المتغيرات العالمية والتطور السريع ماذا سيكون مستقبل المنطقة العربية ونظام الحكم فيها؟ العالم من حولنا أصبح ينظر لنا نظرة الإنسان للقرد!

نعلم جميعاً أنه من المستحيل تطبيق الديمقراطية الغربية بمجتمعاتنا العربية لأسباب كثيرة أهمها مخالفتها للشريعة الإسلامية والانتماءات القبلية والعرقية، والمنطقة أصلاً غير مهيأة لهذا التغيير، ولكن أيضاً من المستحيل الاستمرار على هذا الوضع فالعالم أصبح قرية صغيرة، المواطن الذي يعيش في موزنبيق يعلم ماذا يدور في أروقة الإدارة والسياسة الأميركية والأوروبية!

كنا ندرس أيام الطفولة أن الشريعة صالحة في كل زمان ومكان، هل هذه مجرد شعارات نتغنى بها وقت الفراغ أم حقيقة؟ لماذا لا تكون هناك آلية فعالة للمحاسبة والمراقبة لكل أفعال الحكومات؟

 

**

 

صالح راشد الخشم – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @salehq830

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى