القانون على الجميع

روجر فيدرر أحد أعظم لاعبي التنس في التاريخ وعلى الرغم من ذلك لم يكن كافياً ليسمح له أحد عناصر الأمن في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس بدخول قاعة اللاعبين بعد ما نسى حمل بطاقته التعريفية وانتظر بعض الثواني لوصول أحد أفراد فريقه الذي كان يحمل معه بطاقة اللاعب الخاصة بفيدرر ليسمح لهما عنصر الأمن بالعبور.
تلقى الأمير فيليب 97 عام زوج الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا تحذيراً من الشرطة بعدما جرى إلتقاط صور له وهو يقود السيارة دون وضع حزام الأمان.
انتشرت صورة على شبكات التواصل الإجتماعي لصاحب المليارات بيل غيتس وهو في الصف بانتظار دوره لشراء البرغر.
أخبار متفرقة ومتنوعة عن القانون وتطبيقه على الجميع، تطبيق القانون على الجميع دون استثناء ودون تردد أو محاباة لكائن من كان “لا أحد فوق القانون” بحزم و عدالة، احترام القانون ثقافة في مجتمعات وفكر جديد في مجتمعات تعاني من التجاوزات وضرب القانون في عرض الحائط، ثقافة احترام القانون لا تأتي بيوم وليلة ولا بد من تعلمها أو اكتسباها أو ممارستها، التنظير بهذا الموضوع سهل ولكن التطبيق والوعي هو الأهم، عملية الحزم بتطبيق القانون وفرضه في البدايات، بريطانيا في خمسينات القرن الماضي قامت الحكومة بفرض غرامة مالية كبيرة لكل من لا يقف في الطابور وبعد فترة أفراد المجتمع التزموا بالقانون خوف من العقوبة، أما اليوم فقد أصبح الوقوف في الطابور وانتظار الدور ثقافة في المجتمع وانتقلت للدول الغربية وأضحت منهج حياة.
وعندما تكون مجتمعات يحاسب المواطن الصغير ويترك الكبير، يتقلد منصب لمن لا يستحقه ويترك من هو أجدر بالمنصب، ينتج عن ذلك مجتمع هش غير مستقر وتنتشر الفوضى وتسود شريعة الغاب لكي يحصل كل شخص على حقه من الكيكة أكبر من الآخرين.
إن الالتزام واحترام القانون دليل بأن المجتمع ذو حضارة وعلم وثقافة، الإلتزام بحزام الأمان ليس خوف، الوقوف في الطابور ليس ضعف، تعدي المراجعين لتخليص معاملة ليس قوة، مخالفة القوانين لا تعطي رجولة والالتزام بها لا يعني الضعف والهوان، إذا أراد المجتمع يستقيم “القانون فوق الجميع، ولا تميز في تطبيقه، ولا انتقائية في ممارسته”.
**
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @aziz_alduwaisan