قلم الإرادة

طز بالألوان يا وطني!

   شكل إشارة المرور الحالية كان يقف وراء تطويره جريمتي قتل ! فعندما فكر المهندس الإنجليزي نايت بوضع إشارات تتحكم بحركة القطارات في أوائل القرن العشرين صممها على شكل مصباحين يعملان بالغاز أحدهما باللون الأحمر والآخر بالأخضر, غير أن أحد المصباحين انفجر وقتل الشرطي الواقف بجانبه مما أوقف تطوير التجربة, وبعدها بسنوات في العام 1925 قررت بريطانيا اعتماد نفس الطريقة مع تطويرها لتنظيم حركة سير السيارات الوافد الجديد على وسائل النقل ولكن عند تجربة النموذج الأول في شارع كورنهيل في لندن أدى تسرب غاز إلى انفجار في إحدى المصابيح إلى قتل شرطياً آخر أيضاً, ولكن العقلية البريطانية التي لا تعرف المستحيل تلافت الخطأ أخيراً وصممت نموذجاً ناجحاً لإشارات المرور على حسب قاعدة لا نقتل “الشرطة” ولا تفنى حركة السيارات في الشوارع وهو ما ترونه الآن في شوارع المعمورة الأرضية.

 

إشارة المرور بشكلها الحالي مهمة في تنظيم حركة السير ولكنها مهمة أكثر إن كانت إشارة مرور وطنية لا يستغنى عنها في تسيير حركة الشعوب على شوارع الأوطان. اللون الأخضر كمثال يسمح بمسيرة الخلاف لكل قوى المجتمع ما دام الأمر بسهود ومهود دستوري لا يفسد لمستقبل الطن قضية ومجرد اختلاف في الوسائل واتفاق على غاية إصلاح الوطن والبرتقالي يجعل مسيرة الاختلاف تتمهل لموازنة ميزانية حقل الاختلاف المباح دستورياً وبيدر المصلحة الوطنية أما الأحمر فلا ينفع معه إلا إستراتيجية واحدة وهي … قف فهنا يكون الوطن في كفة الخطر وكل اختلاف في كفة أخرى ولا بد من “فرملة جامدة ” تلتزم بها جميع القوى الوطنية لكى لا تتعرض مسيرة الوطن بما حمل لحادث مؤسف.

 

اكتشفت مؤخراً إن اشارة المرور الوطنية في الكويت معطلة للأسف فلم يعد الشعب يفرق بين الألوان الثلاثة, ولم يعد يقود حقه الدستوري بفن وذوق وأخلاق كما يجب ! وكمثال على ذلك استهزاء المغردين بجهود رجال الأمن واستغراقهم بالضحك على كون المضبوط في حادثة شارع الخليج هو مجرد “مسجل سيارات” وليس قنبلة كما أشيع !! وهذا الاستهزاء هو قضية “طوف الإشارة الحمراء” كون رجال الأمن بعيداً عن اختلافنا السياسي مع الحكومة هم درع الوطن شئنا أم أبينا والمفروض شكر جهودهم في الفترة الحالية كوننا نمر بظروف إقليمية ودولية ليست حمراء فقط بل نار لا تبقي ولا تذر، إن لم نتعامل معها بذكاء وطني  10/10.

 

بالنسبة لي في الوقت الحالي ما دامت إشارة المرور خضراء فسأظل معانداً للحكومة ما حييت ملتزماً بحقي الدستوري لأنى لا أراها صالحة للاستعمال التنموي بالإضافة إلى أن طعمها الوطنى ومن واقع تجربة “ماسخ” جداً ولكن إن لمحت تحول الإشارة الوطنية إلى البرتقالي فسألجم خلافي حتى يتبين لى الخيط الأبيض من الخيط الأسود لمصلحة الوطن وإن تحولت لا سمح الله إلى اللون الأحمر “فطز” في الألوان الأخرى وبالأحضان يا حكومة إلى فراق آخر ويا وطن ما بعدك روح…

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى