إقليمي وعالمي

خطاب ماكرون للفرنسيين بمناسبة العام 2019 بين ترحيب حزبه وانتقاد المعارضة

أثنى نواب حزب “الجمهورية إلى الأمام” على الموقف “الثابت والشجاع” للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الخطاب الذي ألقاه مساء الاثنين بمناسبة بداية السنة الجديدة 2019 والذي أعلن فيه “تفهمه لحالة الغضب التي شهدتها فرنسا مؤخرا”. من جهتها، رأت المعارضة أن خطاب الرئيس كان متعاليا ومتناقضا و”بعيدا عن المشاغل اليومية للفرنسيين”.

تفاعلت الطبقة السياسية الفرنسية مع خطاب الرئيس ماكرون مساء الاثنين بمناسبة بداية العام الجديد 2019، فانقسمت ردود الفعل بين مؤيد ومنتقد لمضمون التمنيات التي قدمها للشعب الفرنسي.

“أستاذ أخلاق وقح”

في تغريدة على حسابها على توتير، وصفت مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني (اليمين المتطرف الفرنسي) إيمانويل ماكرون بالرجل “المحتال” و”مفتعل الحرائق” وتقاسمت بيانا لحزبها جاء فيه أن الرئيس “زعيم عشيرة ومنظر للعولمة وأستاذ وقح يلقن دروسا في الأخلاق”.

من جهته لم يتردد جان لوك ملنشون، رئيس الحزب المعارض “فرنسا الأبية” (أقصى اليسار) في استخدام لهجة لاذعة لانتقاد “رئيس الأغنياء” كما يصفه. فكتب في تغريدة على توتير:” لا أدري لماذا كل ما يقوله إيمانويل ماكرون يقع على الأرض ويتلاشى. حتى عندما نفهم ما يقوله، نتمنى لو أننا لم نستمع إليه”.

ماكرون ركز على إصلاحاته الاقتصادية مؤكدا أن النتيجة لا يمكن أن تكون آنية

أما إريك كوكريل، وهو نائب برلماني من كتلة “فرنسا الأبية” أيضا قال بدوره” فهمنا هذا المساء (مساء الاثنين) أن الشعب غير راض عن ماكرون وماكرون غير راض عن شعبه. هناك إذن طرف يجب تنحيته. بما أنه لا يمكن حل الشعب، فعلينا أن نطرد الرئيس”.

أما النائب فابيان روسيل من الحزب الشيوعي، وكان قد توقع أن يستمر ماكرون في نهجه الإصلاحي،فانتقد رئيسا “يقدم دروسا في الأخلاق”، ” هذا الرئيس الذي يعطي دروسا في الأخلاق سيواصل الإصلاحات الاقتصادية بغض النظر عن تطلعات وغضب الفرنسيين الذين يطمحون فقط إلى العيش الكريم ” حسب تعبيره.

“بعيد عن مشاغل الفرنسيين اليومية”

أما غيوم بالتييه وهو رئيس الكتلة النيابية لحزب “الجمهوريون” (يمين) في الجمعية الوطنية، فقد نصح ماكرون أن “يجنب الفرنسيين في 2019 خطاباته الطويلة ويبعد المسؤولين التكنوقراط الذين يعملون معه والإصغاء أكثر إلى الشعب الفرنسي وحمايته”.

وبأسلوب مملوء بالسخرية، انتقد بوريس فالو، الناطق الرسمي باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي خطاب ماكرون قائلا:  لنفتح نقاشا عاما حول النهج السياسي والاقتصادي الذي قررت اتباعه لكن دون أن نجري أي تعديل على هذا المنهج”. بعبارة أخرى، أراد هذا النائب أن يفسر أن ماكرون، رغم اقتراحه للفرنسيين تنظيم نقاشات وحوارات حول مسائل اقتصادية وسياسية هامة، فإنه يرفض في نفس الوقت تغيير مواقفه إزاء هذه المسائل.

هذا، وأعلن لوران فوكياز، زعيم حزب “الجمهوريون” المعارض أن خطاب إيمانويل ماكرون لم يكن له أية قيمة:  رئيس الجمهورية قرأ خطابا دون قناعة ودون أن يتفاعل معه فضلا أنه كان بعيداعن المشاغل اليومية التي يعيشها الفرنسيون”.

فيما أضافت المتحدثة باسم نفس الحزب لورانس ساييه أن “تمنيات رئيس الجمهورية كانت بمثابة انتقاد لاذع لحصيلته الشخصية. فبعدما قدم وعودا متناقضة للفرنسيين، راح يهاجمهم ويكسر الأبواب المفتوحة”.

رئيس يقف “بثبات وشجاعة”

في المقابل، حصد ماكرون “زهورا” كثيرة من قبل مسؤولين في الحزب الذي أسسه وهو “الجمهورية إلى الأمام”.

فشكرت آن كرستين لانغ، وهي نائبة في حزب ماكرون “الجمهورية إلى الأمام”،الرئيس ووصفت خطابه بـ “خطاب الحقيقة”. وقالت في تصريح: ” شكرا لك أيها الرئيس ماكرون على خطاب الحقيقة الذي ألقيته. شكرا لحزمك ولالتزاماتك تجاه فرنسا وأوروبا”.

وصرح من جهته ستنسلان غارني، رئيس الكتلة الحزبيةلـ”الجمهورية إلى الأمام”: ” رأيت رئيسا ثابتا ومقداما يأمن ببلادنا كما هي” بخطوط “قوتها وضعفها”. وتابع” نعم علينا أن نقوم في 2019 بخيارات حاسمةلفرنسا ولأوروبا وأن نستعيد السيطرة على مصيرنا”.

أما رئيس الحكومة السابق آلان جوبيه، فكان من بين الأوائل الذين علقوا على خطاب ماكرون. فمباشرة بعد نهاية الخطاب، كتب في تغريدة على حسابه على توتير قائلا: “خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون كان ممتازا شكلا ومضمونا”.

وكان الرئيس الفرنسي قد وجه مساء الاثنين كلمة للفرنسيين، بمناسبة العام الميلادي الجديد 2019، تناول فيها الجهود التي تقوم بها حكومته من أجل مستقبل أفضل للبلاد مع إبقائه على خطته الإصلاحية. فيما أشار إلى تفهمه لحالة الغضب التي شهدتها فرنسا مؤخرا وأعلن ضرورة فتح حوار وطني.

وجاء هذا الخطاب الأخير لعام 2018 بعد أسابيع من تظاهرات “السترات الصفراء” التي انتقدت سياسة ماكرون الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود وبعض الضرائب المفروضة على المتقاعدين. لكن سرعان ما ألغى ماكرون هذه القرارات تفاديا لاتساع الحركة الاحتجاجية في جميع أنحاء فرنسا ووقوع ضحايا جدد جراء أعمال العنف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى