التواصل الاجتماعي في الميزان
لا شك أن شبكات التواصل الاجتماعي جعلت العالم قرية صغيرة فإذا عطس من في الشرق يشمته من هو بالغرب! أي أن الأحداث باتت متداخلة وردود الفعل على تلك الأحداث تعدت التعبير عن الرأي إلى المشاركة الفعلية بشتى. الوسائل لا سيما مواقع التواصل الاجتماعي التي قرّبت المسافات، وبالتالي لا غرابة في اهتمام المتابعين بقضايا خارجية إقليمية كانت أو عالمية زاد بأوقات كثيرة عن القضايا المحلية، ولا يقتصر هذا على المهتمين بالشأن السياسي أو الحقوقي وغيرها من المجالات، فوصل حتى للشخصية البسيطة، وهذا بحد ذاته قيمة كبيرة وميزة تُحسب للتطور التكنولوجي لكن لا ننسى انه سلاح ذو حدين مثلما له مزايا له أيضا مثالب عدة، منها ترك الأمور الهامة والانشغال بسفاسف الأمور وضياع الوقت حولها، وكثرة الشائعات بمناسبة وبدون مناسبة، ونشر الأخبار غير الصحيحة والبعض يتعمدها للتظليل على حقائق لا يريدها أن تصل.
هنا أقف عند زملائي في مواقع التواصل الاجتماعي ومن يقرأ المقال بأن يتحرى الدقة دائماً ويبتعد عن الشائعات والطعن بكافية أشكالة كما أوصانا ديننا الحنيف، وفي الوطن الغالي الكويت نعيش جدلا كبيرا حول الثورات المحيطة بنا، أما مؤيد بشدة أو معارض بشدة ونقاشات حامية في ما بينهم وتأتي فئة ثالثة هوي التي تقف بمنطقة رمادية قد تجدها تنتقل من مكان لمكان حسب قناعاتها، حتى هذه الفئة الأخيرة تنجرف لمهاترات “لها أول مالها تالي” نعم تربطنا عدة اعتبارات إسلامية وعربية وجغرافية لكن تغيير الحكم في مصر على سبيل المثال يحتاج لنقاش مثمر لوصف الحالة لا لتراشق وشتائم من حير لآخر، وهنا يتمثل الاستخدام السيء لوسائل التواصل الإجتماعي التي كان من أسمى أهدافها تأكيد مقولة “العالم قرية واحدة” لكن الانقسام خصوصا بأوطاننا العربية يزداد كل يوم، والحل يكون أولاً مع النفس عبر صقلها بما يفيد ويبصرنا لما يدور من حولنا، والعمل على حل مشاكلنا الداخلية قبل استيراد مشاكل وهموم غيرنا في الخارج! فالوطن العربى الآن عبارة عن “مسبحة” المفترض أن يربطها خيط لا ينقطع فإذا انقطع بالانقسام “تنفرط” السبحة! والعواقب ستكون بعدها وخيمة، أقول للمواطنين في الداخل لا تكن كطائر النعام يحتضن بيض غيرة ليفقس ويترك بيضة في العراء دون احتضان!
خالد الشبلي – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية