توديع واستقبال

تمضي الأيام سراعاً، ويبدأ عام جديد، نودع عام ونستقبل آخر، عام مضى من أعمارنا، وطويت معه صفحة تارة فرح وتارة حزن، عام أفل وعام أطل، لتزداد الأعوام أرقام، قطار يسير لا يتوقف ورحلة من المواقف والتجارب، العام ما هو إلا فصل واحد في رواية متعددة الفصول، ومن عام إلى عام يسعى المرء لتحقيق ما يطمح إليه، ويحقق بعضها ويخفق في بعض آخر أو يعجز عن تحقيق شيء، فيصيب ويخطئ، وينجح ويخفق، حزن و فرح، آمال وآلام، الدنيا محطات ومراحل وأعوام.
أحباب يمضون، وغني يفتقر، وصحيح يسقَم، عزيز يذل، ورفيع ينحط، دول تسقط ورؤوس تخضع، إِنها لأَحوال متغيره وأَوضاع متغايرة، هناك من مرت عليه سعادة وأفراح وتحقيق الأمنيات، ومن مرت عليه أتراح وإخفاقات وقوله صلى الله عليه وسلم “عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خير له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له”.
عام يمضي وآخر يقبل أنت مستعد للحلم الذي رسمته، للخطوة التي تمنيتها، للبداية التي تمنيتها، والبدء بقلب مكافح ومحارب وبعزيمة وروح، والحياة تدور بنا سريعاً، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وقفة مع النفس .. حصاد عام .. رحيل عام ومسك الختام والسلام.
**
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية