إياك واليأس من وطنك

شهادات عليا مزورة وأسماء مسبوقة بأحرف الدال والألف والميم مضروبة، أموال دولة تم سرقتها من مؤسسات حكومية والمتهمين فيها يقضون عطلة سياحية مفتوحة لحين سقوط فترة التقادم وشعب يرجو القصاص الشافي، أسماء كانت أقل من متواضعة وبقدرة القدر أصبحوا من أصحاب الذوات والملايين والهوامير من أين لك هذا؟ رفع أسعار تكلفة البنزين على المواطنين مع وعود وعهود بتعويضهم بكروت تعبئة راحت أدراج الرياح واكتشفنا أنها إبر تخدير، شوارع ذابت من أمطار وسيارات انتلفت من الأحجار التي تتطاير في الشوارع بسبب مناقصات تنفيعية دون أدنى تفعيل للبنود الجزائية في العقود التنفيذية، مجلس خائب محابي للحكومة، نواب مختارين من الشعب وممثلين على الشعب، أصحاب مبادئ تصدح في تويتر بعد فترة تكتشف أنهم محابين ومدفوع لهم ثمن نهيقهم المستمر للدفاع المستميت لدول غير دولهم، فاشينستات أصبحن هن القدوة في تصدير المبادئ الدخيلة علينا في كل النواحي والتحريض والدعم على مبدأ أن المادة هي التي تصنع للإنسان فكر ومكانة في مجتمعه، ماذا يحدث في مجتمعي؟ اذهب إلى معرض الكتاب نشاهد جموع المراهقين يركضون وراء ممثل مدعي أنه كاتب لكتاب أو شاعر من أصحاب الخلفيات الموسيقية الحزينة، جموع غفيرة للحصول على توقيع أو صورة في حين دور النشر المعروفة بنسخها للكتب القيمة خاوية ترتجي القراء النهمين وتعرض الخصومات على أمل لأحد ممن يحاول أن يقرأ أن يحصل على كتاب منهم، ويأتي شعار إياك واليأس، يأسنا وخلصنا وتبلدت مشاعرنا ولم يعد يعنينا إن تقدمنا أو تأخرنا ومجرد أن نرتجي أملنا في أجيال قادمة وحاسمة، رجاؤنا لرب كريم أن يبدل حالنا لأحسن الأحوال، وفكونا من الله لا يغير علينا حتى صرنا مكانك راوح!
**
المحامية/ أسما العبد الرحمن – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @kookitaavocate