إقليمي وعالمي

أزمة سوريا تهيمن على اجتماعات قمة العشرين

تشهد اجتماعات قمة العشرين التي تستضفيفها سان بطرسبورغ الروسية مشاورات مكثفة حول سوريا، وسط تأكيدات من جانب دبلوماسيين في الأمم المتحدة أن الزعماء المشاركين سيبذلون قصارى جهدهم لتسريع انعقاد مؤتمر “جنيف 2” لإرساء السلام في سوريا، وذلك رغم الاستعدادات العسكرية الجارية بقيادة الولايات المتحدة لتوجيه ضربة لدمشق.

ويتوجه الموفد الخاص للجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي إلى روسيا لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جهوده من أجل عقد هذا المؤتمر، حسبما أفاد متحدث باسم المنظمة الدولية.

البابا يدعو إلى حل سلمي في سوريا

أعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس بعث برسالة الخميس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن دعا فيها إلى تحرك أعضاء مجموعة العشرين من أجل البحث عن حل سلمي “يجنب حصول مجزرة” في سوريا.

وفي رسالته التي وجهها إلى بوتن، بصفته رئيس مجموعة العشرين، تحدث البابا عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي العالمي ودان “المجازر عديمة الجدوى” في الشرق الأوسط، ووجه نداء يعارض فيه أي حل عسكري، كما قال المتحدث باسمه الأب فيديريكو لومباردي.

وصول هولاند إلى سان بطرسبورغ             

وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس إلى سان بطرسبورغ حيث يرغب في الاستفادة من قمة مجموعة العشرين لتوسيع التحالف الدولي ضد الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعتبره “مسؤولاً” عن مجزرة السلاح الكيماوي في 21 أغسطس الماضي.

وسيلتقي هولاند الجمعة نظرائع الأميركي باراك أوباما والصيني شي جينبينغ والمكسيكي أنريكي بينا نبتو ورئيس الوزراء التركي رجب  طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وفي مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في الإليزيه، أعرب هولاند عن الأمل في تشكيل “تحالف دولي كبير” مع “الولايات المتحدة التي ستتخذ القرار عما قريب، مع أوروبا… مع البلدان العربية التي سبق أن أعلنت موقفها”، واعتبر أن “من الضروري القيام بكل شيء للبحث بإصرار عن حل سياسي”، مشيراً إلى أن قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ ستكون “المناسبة لإجراء هذه المناقشات”. 

مؤتمر جنيف 2

ويعد مؤتمر جنيف-2، الذي تحاول الأسرة الدولية منذ أشهر عديدة عقده لإيجاد حل سلمي للحرب الأهلية في سوريا، استكمالاً لمؤتمر سابق عقد في جنيف في 30 يونيو 2012، وأثمر يومها اتفاقاً دولياً على خريطة طريق لعملية سياسية انتقالية في هذا البلد. 

وقال سفير أستراليا لدى الأمم المتحدة غاري كوينلان إنه حتى وإن كان الخلاف لا يزال قائماً بين روسيا والغرب بشأن الضربة العسكرية التي تعتزم واشنطن توجيهها لسوريا عقاباً على استخدام غاز السارين في قصف غوطة دمشق يوم 21 أغسطس مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، ثلثهم من الأطفال بحسب واشنطن، فإن أعضاء مجلس الأمن متفقون على أنه “مازال عقد جنيف 2 أمراً ضرورياً وملحاً”.

وأضاف “تبقى مسألة كيفية التوصل سريعاً إلى هذا الأمر (عقد جنيف-2)، وأعتقد أن هذا سيكون أحد المواضيع الرئيسية التي سيناقشها الأطراف الرئيسيون” في مجموعة العشرين.

مجموعة العشرين تبحث قضايا اقتصادية هامة في موسكو

وقال “من المهم إعادة إحياء الجهود الدبلوماسية وأن يتم ذلك على مستوى أعلى”.

وجاءت تصريحات كوينلان، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر سبتمبر، في معرض إيجازه للصحفيين فحوى جلسة المداولات السرية التي عقدها المجلس الأربعاء.

وكانت لندن أعلنت الثلاثاء أن رئيس وزرائها ديفيد كاميرون سيؤكد للرئيس الروسي فلاديمير بوتن في سان بطرسبورغ على هذه النقطة.

وأكد دبلوماسي غربي أنه “سيكون هناك الكثير من المشاورات في سان بطرسبورغ لمحاولة التوصل إلى موعد لعقد جنيف-2″، مشيراً إلى أن هذا الموعد قد يكون في أكتوبر، وقد يتم الإعلان عنه قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق أعمالها في 24 سبتمبر في نيويورك.

وقال دبلوماسي آخر في مجلس الأمن إنه “من المهم تحديد موعد لكن هذا الأمر يبدو صعباً في هذه المرحلة لإنه منذ وقت طويل لم يجر العمل على هذا الموضوع”، موضحاً أنه “على الرغم من أن الأميركيين والروس لم يعلنوا أبداً رسمياً تخليهم عن جنيف-2، إلا أنهم جمدوا مفاوضاتهم حول المؤتمر”.

والأربعاء قدم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إحاطة لمجلس الأمن حول الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي إلى إيران حيث “كان موضوع البحث في المقام الأول سوريا وجنيف-2″، بحسب السفير الأسترالي.

ويفترض أن يجمع مؤتمر جنيف-2، الذي ترعاه الولايات المتحدة وروسيا، ممثلين عن كل من الحكومة السورية والمعارضة من أجل الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية موقتة تتولى السلطة لقيادة المرحلة الانتقالية وإنهاء نزاع مستمر منذ عامين ونصف العام حصد حتى الآن أكثر من 110 آلاف قتيل.

وكان مقرراً أصلاً ان يعقد جنيف-2 في يونيو الماضي، إلا أنه تم إرجاؤه مذاك المرة تلو الأخرى بسبب خلافات حول مشاركة إيران فيه وكذلك حول دور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.

قمة العشرين في روسيا ستبحث عقد مؤتمر جنيف 2

وفي حين تطالب المعارضة السورية مدعومة من الغرب بنقل كل الصلاحيات التنفيذية التي يمسك بها الأسد حالياً، إلى الحكومة الانتقالية فإن دمشق ترفض ذلك مدعومة من موسكو.

كذلك تطالب روسيا بأن يسمح لإيران، التي على غرارها تدعم الأسد، بالمشاركة في جنيف-2، وهو ما ترفضه واشنطن قطعياً.

ورغم أن الروس والأميركيين عقدوا جلسات تفاوضية عديدة لحل هذه الخلافات، فإن محاولاتهم كلها باءت بالفشل.

وفي منتصف أغسطس اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن مؤتمر جنيف-2 لا يمكن أن يعقد قبل أكتوبر.

وقد تزيد الضربة العسكرية، التي تعتزم واشنطن وحلفاؤها توجيهها إلى سوريا الأمور تعقيداً.

فقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين أن الضربة العسكرية، إن حصلت، فهي سوف “ترجئ المؤتمر إلى وقت بعيد، إن لم يكن إلى الأبد”.

غير أن باريس تعتقد عكس ذلك، فقد أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت الأربعاء أمام البرلمان الفرنسي ضرورة القيام بعمل عسكري دولي ضد سوريا، وقال “نعم.. الحل للأزمة السورية سيكون سياسياً وليس عسكرياً. ولكن علينا مواجهة الواقع: إذا لم نضع حداً لمثل هذه التصرفات من قبل النظام (السوري)، لن يكون هناك حل سياسي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى