قلم الإرادة

العطاء سعادة

لذة العطاء لا يشعر بها إلا من جربها فهي راحة تملأ القلب وتشرح الصدر، العطاء فن لا يتقنه إلا من يعشقون نشر المحبة في قلوب ونفوس الآخرين، كن سخياً معطاءً تقتسم مع الغير ما تملك، فإنه ينزع رداء الأنا، ابتعاد عن الأنانية والامتلاك وفيه من المشاركة والألفة، العطاء ليس له رداء واحد، بكلمة، ابتسامة، بالمال، العلم، نشر المعرفة، ما أجمل العطاء عندما تراه في أعين الغير ورسم البسمة على شفاههم، تزرع أمل بعد ألم، العطاء فيه إبداع بلا حدود.

الصدقة أحد العظيمة في ديننا الإسلامي الحنيف، وهي تعتبر من الأمور المادية التي يتقرب فيها العبد إلى الله تعالى في إطار تقوية العلاقة بين العبد وربه لنيل رضاه وجنته سبحانه وتعالى، وتعتبر أحد الدلائل والإشارات على كرم وطيب نفس الإنسان الذي يفعلها، وتعتبر الصدقة من الأمور التي يستمر أجرها حتى بعد وفاة الإنسان مصداقاً للحديث النبوي الشريف الذي يشير إلى أن الصدقة الجارية هي من الأمور التي لا تؤدي إلى انقطاع عمل صاحبها بالموت، والصدقة لما فيها من تكامل وفيها من الخير الكثير و الوفير قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتت سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ){سورة البقرة: 261}، الصدقة وفوائدها التي لا تحصى، تطفأ غضب الرب، تفرج الكربات والمصائب والمصاعب، يحتاجها الغني قبل الفقير، تغفر الذنوب، توفق الإنسان في الدنيا والآخرة، بركة في العمر.

وفي عهد الدولة العثمانية الذي يزخر بالأعمال الخيرية التي تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين وأولتها الدولة اهتماماً خاصاً، ولذلك وضعت عند كل شارع وفي كل حي وأمام الجوامع أعمدة حجرية تسمى “بأحجار الصدقة” تدخل فيه اليد فلا أحد يعلم هل هو متصدق يضع مالاً أو محتاج يأخذ مالاً، هي أحجار رخامية كان الأغنياء الذين يرغبون بمساعدة الفقراء يقومون بوضع أموالهم والمحتاجون يأخذون من المال مقدار يلبي احتياجاتهم دون أن يرى أحد مقدار النقود، أيضاً كانت بعض النقود تبقى حتى اليوم الثاني لأن المحتاجين كانوا يأخذون حاجتهم من المال فقط.

العطاء جميل وسيعود لك بصورة أجمل، ساهم وساعد ولو بالقليل فعند الله عظيم، بعطائك تسعد بحياتك.

**

عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى