قلم الإرادة

حلمي .. هدفي .. أمنيتي

حلمي … هدفِي … أمنيتي والمجتمع من حَولي!

ستقُولون ما سَببُ ذِكرَ الحُلم و الهـدف والأمنية، فأقُول لأنّهم ليسوا سوَاء ولـنفصّل أكثَـر .. الحُلم هُو ما ينبَعِثُ من القَلب فـيكبُر معَ الأيّامِ ولآ يشِيخْ .. وأمّا الهدَف فهُو صِناعةُ المكَانة والإضافة للمُجتمَع! فـأنا أحلمُ بأن أكُون طبيبَ على سبيل المثال وأهدِفُ لأن أجعلَ المجتمع خالي من الأمراض! وأتمنّى أن يرتقي المجتمع فلا يتجّهُ لما يضرُّه.

الأولى يا أصدِقاء تتحقّق بإخلاصِي لهَا …والثانيةُ فـتبدُو منتصِفَة! والثالِثة فهِي صعبةُ المنَال تحتاج للجد والاجتهاد.

الحُلم صغِيرنا الذِي لا ينسانا مهما مرّت السنين، نحمِلهُ معنا فـيبقى بنا منذُ نبدأ ندرك الأشياء من حولِنا، وربّما ينسى أحدُنا حلمهُ مع غفلةِ الأيّام فلا يربيّه ولا يُنجبه!

ويطيرُ مع الرياحِ لكنّه لا يأبى أن يعود ليذكّرنا.

الهـدف وهُو ما ركّبناهُ في دواخِلنا بعد أن أدركنا ماحولنا!
و أيُّ إنسان بلا هـــدف .. هُو إنسانُ ضَـآئِع ! فهُو يعيش كما تقدّرهُ المعِيشه وكما تجري بهِ الأيّام ويحدثُ أن يشارك الآخرين أحداثهُم فقــط!

من منّا ينقصهُ الهدَف ولا يعترِفُ بأنّه فـارغ داخليّاً! مهما جرتِ عليه عادتهُ أن يمتلئ بما هو من هواه وما هو من جوانب الحياة البعيدة! لـنسأل أنفٌسنا سؤالاً يا رفاقِي .. بهدوء؟ إلـى ماذا أهـــدف في حيــــاتي؟!

ولـنبحث عن الإجابة مهما تأخّرت أيّاماً! فأيُّ هـدف!
مهما كان إجتماعيّ أو عِلمي!

فهُو هدفُّ سامٍ ما دام صاحبهُ يعيشُ لأجلهِ كُلّنا نهدِف لـرضى ربّنا وجنّتهِ والآخِرةُ الباقية …

لكنّ لكلّ منّا هدفُّ دنيوي … يوصِلهُ للآخِرة فـليختارَ كلُّ منّا هـدفه إلى أيّ سبيلِ في الآخره نُريدُ أن نصـل وإلى أيّ سبيل نحنُ كفــؤُ بإنجابِ أهدافِنا؟! علـى ماذا نعيش ونتعلّم ونطـوّر أنفسنا.

هل سألنا أنفسنا يوماً هذا السُـؤال؟

أولاً الطبيب يهدف للمعالجة وشفاء الناس من مرض معيّن،
المدّرس يهدف لـ تعليم وبناء جيل على ميول محدّد ….. إلخ
و هنا يأتي دور الموهِبة.

والموهبة هي ما نجِد أنفسنا فِيها، لا ما نميل إليها بعواطِفنا
فأنا أمتلكُ موهبة [ الدواء ،العلاجات … إلخ ] فأجد نفسي أبحث بـشغف في نشرات الأدوية المرفقة،
يعلٌ في بالي أنّ هذا الدواء مناسب لهذا المرض وهذا الدواء ممتاز لهذهِ الوعكـة لكنّهُ يسبّب التعب لأصحاب الربو على سبيل المثال ونذكُر الطبيب لعموميّة المِهنيّة من جِهه أخـرى أحدُنا يمتلكُ موهبة الرسومات، الهندسّة، التخطيط، ويُستحِيلُ أن يتعايش من مهنيّه أخرى: كالتجَارة والتَدريس … إلخ
وبعضُ المجتمعات تُجبر الموهُوب على سلوك طريق مهنة معيّنة والمهنة ما تتقِنها لا ما تفعُلها فـحسب هُنا سـيفشَل المهندِس في عمل التجارة الذي أُجبرَ عليه أو عمل التدريس … إلخ سيقُول أحدكٌم، نعم البعضُ يُجبر على مهنه معيّنة، لكنه بعد مدّه يُتقِنها، يُنجزهَا كأفضـل ما يكُون، فأقُول يا أصدِقَـــائي هذا من (لم يجد نفسهُ في موهبةَ بَعد)، أو (وُلِدت موهِبتهُ ورثاً فِيه)، وليس مهمّا أن نكتَشِف الموهِبة في وقتٍ مبكّر كـأيّامِ ما قبل التعليم مثلاً.

الأمنيـة فـهي دعواتُنا لخالقنَا، واللهُ كفِيلُ بهَا، تلكَ هي المسمّيّات الحقيقيّة لهذهِ الثلاث المطلُوبة، فلا هدف بدون موهبة، ولا مهنيّة بدونِ هدف، ولا حلم بدونِ عمل،  ولا أمنيةَ بدُونِ هدف.

 

**

سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
‏Twitter: ‪@soalshalan ‬
‏
‏Email: sshalan@alerada.net

مقالات ذات صلة