قلم الإرادة

واقعٌ يفرض التطلّع ..!

لكي تنجح.. لا بدّ أن تفشل مرةً تلو الأخرى، هذا ليس مثَلاً قابلاً للنقاش، بل حقيقة مجرّدة من كلّ ما يدحضها، عصر الطفرة انتهى، وكذلك عصر المجاملات، الآن عليك أن تثبت قوّتك كي تحقق ما تريد.

 

النجاحُ ليس حكراً على الأسماء.. بل على العقول، لا أحد يجمع المال بيديه بل بتفكيره، حتى ذلك الذي يعمل بمهارةٍ يدوية.. احتاجَ عقله كي يطوّع ما يصنعهُ بيديه، نحنُ مقبلون على مرحلةٍ ربما لم يشهدها المواطن العربيّ، وهي عدم الاتكالية، في السابق كنا نرمي جميع الهمّ والمطالبات على حكوماتنا، أما الآن.. فالأمر اتضحَ بأنهُ عملٌ جماعيّ، لا يمكنُ لحاكمٍ في صباحٍ وليلةٍ أن يعدّل ما أفسدهُ الوقت، ولا يمكنُ لشعبٍ أن يصل غايته دون ألم، حين ننظر لقراراتٍ دولةٍ ما تجاه اقتصادها.. فنحنُ ننظر إلى حدّ المشرط دون النظر إلى نتيجة عمله، نفكّر في ألمه دون أن نفكر في الذي سيفعلهُ بعد أن ينتهي.

 

لا توجد إصلاحاتٌ مهما كانت صغيرة أو كبيرة دون أضرار، لكن هل ستدوم الأضرار؟ أو هل سيدوم الركود الذي تخلّفه هذه القرارات؟

 

تابعتُ في الأيام السابقة ردود الفعل تجاه قرارات مملكة الخير لإصلاح اقتصادها، وتعجّبتُ أيّما عجبٍ من المطالبة بإعادة بعض القوانين كالسابق، دون النظر إلى عاملٍ مهم “هل الوضع الاقتصادي كالسابق”؟ كي نطالب بكلّ ما كان في السابق؟ هنالك فرقٌ بين العمل على إصلاحاتٍ تُثمر على مدى خمسين عاماً قادماً، أو على تعديلات وقتية تعتبر مخدّراً للآمال، نتائجها سريعة ربما.. لكنّها في النهاية ستكون أكثر ألماً وأشدّ انتكاسة!

 

ما أقوله بسيطٌ لأنني أرغب في مخاطبة البسطاء من بلدي.. أولئك الذين ينتظرون أحلامهم على أحرّ من الجمر، ثمّ تُغتال تلك الأحلامُ بأسبابٍ لم ينتبهوا لها، أو سببٌ وحيدٌ وجوهري، إذ كانت تطلّعاتهم أكثر مما يتيحه الواقع.

 

لكننا لا زلنا في أيدٍ أمينة، والنتائج السريعة التي رأيناها للإصلاحات التي اعتبرها الكثيرون مؤلمة خير شاهد، قفزةٌ في سلّم ترتيب حماية صغار المستثمرين من المرتبة 60 عالمياً إلى المرتبة العاشرة، فتح آفاق جديدة للاستثمار ومتنوعة، عدم الاعتماد على النفط، الاستثمار في العقول الشابة، معطياتٌ كثيرةٌ لا يمكن حصرها، لكنني أرى خلال عامٍ من الآن أو عامين.. بأنّ كلّ ما نشكو منه سينتهي، وهذا ليس تطلّعاً أكثر مما يتيحه الواقع، لكنّهُ واقعٌ يدفعني إلى التطلّع أكثر!

 

**

 

سارا علي آل الشيخ – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: ‪@saaraali_14

مقالات ذات صلة