قلم الإرادة

أبواب

ليس للأبوابِ أسماءٌ تُنادى بها.. وإلا لكانَ للأشياءِ أسماءٌ غير التي نعرفها، الأبوابُ بدائلُ للرغبة، أن تفتحَ بابَ منزلك.. يعني أنّ قلبكَ لا زالَ عامراً في عالمٍ لا يظلّ منغلقاً على نفسه، ولو أنّ باب المنزل لهُ اسمٌ كـ “سماء”.. لأصبحت النوافذ عصافير تطيرُ منها أخبارك إلى مَن لا تريد!

وليسَ للأبوابِ حنينٌ إلى أيّ شيء، وإلا لَحَنّ باب المجلسِ إلى ضيفٍ قديمٍ اعتادَ المرورَ به، ولأمسَكَ يدَ صاحب المنزل كي يفهم حنينه، لكنّ رغبة الأبوابِ مقطوعةٌ من “رغبة”، لا يمكنُ لشيءٍ أنْ يحكي تفاصيلها إلا صريراً في مفاصلها!

والناسُ كذلك.. الجيران تحديداً، لو وقفَ كلٌ منهم نيابةً عن باب منزله لأصبحوا يتحدثون، لكننا كبشرٍ نسيرُ كحشدٍ خشبيٍ في المنزل، ونتركُ أبوابنا “جواباً” عن الحال!

في السابق.. كانت الأبوابُ مُشرعةً للجميع، حتى السائل والمحروم، الآن.. أصبحَ للأبوابِ أسماءً كأسماء أصحابها، لكنك بمجرّد قراءة الاسم.. تفهمُ رغبة صاحبه، وتمضي!

متى تصبحُ للأبوابِ هويةً غير الانغلاق؟ أو متى يصبحُ للناسِ رغبةٌ غير العزلة؟ المدهش.. أنّ باباً جديداً تمّ إنشاؤهُ في ظلّ هذا العالم الإلكترونيّ، وأصبحَ يحدّدُ هويّةَ المُغلقِ في وجهه، كـ “حظر”، أو إلغاء التنبيه، أو كـ بلاغ، أما الأخير.. فهو بابُ مَن لم يجد باباً في عقله، كي يُجيب به على أيّ شيء!

**

 

سارا علي آل الشيخ – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: ‪@saaraali_14

مقالات ذات صلة