أدبيات

شذرات في فلسفة المجد من البذرة إلى الشجرة

 

فلسفة خاصة لعبد العزيز عمر الرخيمي:

وحدك…

لعنتك بين العالمين مجدك!

كالنجم في أعالي السماء

رغم بريقه الذي يخطف الألباب

ونوره الذي يضئ الليالي

أتعبه الضباب

تبقى وحدك!

لا قمرٌ دائر في فلكك

ولا نجمٌ قريبٌ يؤنسك

وحيداً في غياهب سجنك!

(قالها الملك وهو يطل من شرفته

ثم لم يلبث أن أنزل رأسه

ليكمل

ليتنا كزهر الربيع كنا

فرغم تهافت العالمين حوله

لا يزال  في نفس المكان

يجلس

ولا يخاف نحلاً يمتص رحيق

دمائه

ولا طيرا يبني عشاً فوق اوراقه

هووان كانت وحده

لم يجمع حرساً ولا جيشاً

ليحميه

واختار رغم تهافت الكل

ان يبقى مسحوراً بطبيعته

وان عاش ليومٍ أخر تمنى

ان يقتل بيد عاشقٍ

فداء للمعشوق ، رضى أن يدفع ثأر العشق

وهو يبتسم

(يقول الغصن الرقيقٌ

المرصع باكليل ورقٍ مزركش):

كيف يا بذرة صرتِ

وكيف الى الان

رغم عواصف العمر الهادفة

بقيت؟.

جمعتُ لي حرساً

من ورقٍ ومن خشب

ولنتُ اذا ما الرياح اشتدت

واشتددت ان هي بمكرها

شنت حروبها العاصفة

ولكن مازال هذا الخريف

بهواءه الرقيق في كل عام يهزمني

يعريني من الحراس ومن

ترف الجيوش !

فكيف يا بذرة مازلت

في مجدك اللا متناهي

الى اليوم… لازلتِ؟

قالت البذرة:

لإني لم انسى اصلي

ولا زلت اضم ترابا

منهُ جئتُ وجئتِ

حالفت  الارض إغصاني

ولم أكابر حين مسست

علياء اغصاني قبة السماء

ولم انكث يوماً عهداً

لوحدي انا بنيتُ هنا

مجدي

انا البذرة

كالملك الحكيم المسالم

شاء قدري ان ينهي مجد يوماً

 ابناءٌ يتعالون ويتناسون

كيف بدأتُ من الاسفل الى الاعلى

شجرة مجدي!

**

عبد العزيز عمر الرخيمي

مقالات ذات صلة