أدبيات

تجليات فلسفية: في فلسفة الصمت

 

فلسفة خاصة للكاتب عبد العزيز الرخيمي:

ظل الصمت عند البشر حكمة مجهولة وفلسفة سماوية، صفة من صفات الوقار لا تفسير له، فقط لأنه نادر عند جنسٍ اخترع اللغة وأفرط فيها وأسرف فلم يبلغ ما بلغه الصمت من بلاغةٍ ومعنى!

غير أن الصمت أكبر من يحصر في اللا كلام، الصمت لغة أكبر من الفم، حديث روحين لبعضها بصوت كحبر سري ومعقد لا تبلغه الآذان، كالمحبين لبعضهم في مجلس صاخب، لا يكاد أحد يسمع حديث نفسه؛ بل ربما لغتنا الاولى المنسية!

الصمت ليس ازدراءً، فكثير من الصمت أعجاب لا يطيق حمله الكلام ولا لسان، كصمت البساتين لتغريد الطيور حولها، الصمت أول جروح سهام الحب، وشهيق المعجب بعد ذلك دمه.

الصمت ليس موتاً ولا كلُ صامتٍ لا حياة فيه، فالورد والشجر، تخضرُ وتتفتح في بساتينها صامته والأفلاك في سمائها بصمتها تجري، كذلك البشر، بصمتهم يروون أفكارهم ويقطفون المثمر منها، إن الروح كما الأبدان تحتاج لنزهة في روضة النفس، حيث يلتقي المحبين المتباعدين، والأحياء والأموات، في عالم لا يحكمه قانون الجسد، فالخيال بجماله وبهرجه بالنهاية مرسومٌ بألوان الصمت والصامتين.

**

عبدالعزيز عمر الرخيمي

مقالات ذات صلة